شيعت أمس الأربعاء جثمانا السيدتين المغربيتين بشرى مرويتي في تطوان والزهرة بودغير في الفنيدق وهما السيدتان اللتين لقيتا حتفهما عند ممر بيوتيس بالحدود الوهمية لسبتةالمحتلة وقد خلف هذا الحادث ردود فعل واسعة داخل الأوساط السياسية والأمنية الإسبانية، فلم تتردد جهات أمنية بتحميل المسؤولية في الحادث الذي وقع إلى حشد النساء اللواتي تدافعن مما نتج عنه وفاة سيدتين تحت أقدام المندفعات. فقد وصف وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس الحادث بالمأساوي الذي لا يجب أن يتكرر وأكد أنه يجب عمل الكثير من أجل الأفارقة وليس من أجل إفريقيا. ومن جهته طالب الحزب الشعبي من وزير الداخلية ألفريدو بيرير روبالكابا أن يقدم توضيحات حول الحادث وكذا الإجراءات والميكنزمات الواجب اتخاذها لمراقبة جيدة للمعبر. أما الحزب الاشتراكي العمالي فقد أكد على لسان الكاتبة العامة للسياسة الخارجية والتعاون إلينا فالينسيانو أن مثل هذا الحادث المأساوي يحتم العمل وتكثيف الجهود والتعاون مع السلطات المغربية في هذا المجال. كما اجتمع في سبتةالمحتلة ممثلون عن التجار وعن الأمن من أجل تدارس الوضع وكيفية التحكم فيه. وكانت نقابة الشرطة في وقت سابق قد طالبت بإغلاق ممر بيوثيز الذي فتحته سلطات سبتةالمحتلة خصيصا في وجه «الحمالات» كما سمونهن أي النساء اللواتي يعبرن الحدود الوهمية يوميا من أجل نقل السلع الموجهة للبيع في سوق التهريب. ويقدر عدد هؤلاء من 20 و30 ألف امرأة يوميا حيث تنقل الواحدة منها ما يقارب المائة كيلوغرام من السلع. ويقدر المبلغ الإجمالي لهذه السلع سنويا ب 700 مليون يورو مازالت تنهك الاقتصاد المغربي. وإذا كانت بعض الجهات الإسبانية تحمل المسؤولية للسلطات المغربية فإن اقتصاد كل من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين يتوقف على نشاط التهريب.