انطلقت،يوم الإثنين بواشنطن تظاهرة «أسبوع إفريقيا» بتنظيم ندوة حول موضوع «ماذا تنتظر إفريقيا من إدارة الرئيس أوباما». وخلال هذا الندوة التي حضرها سفراء عدد من البلدان الإفريقية بالولاياتالمتحدةالامريكية، أكد رئيس لجنة «»أسبوع إفريقيا»» السيد عزيز مكوار على أهمية هذه التظاهرة، مبرزا الانجازات الاقتصادية التي حققتها القارة خلال السنوات الاخيرة، والمؤهلات الهامة التي تزخر بها. من جانبهم، تطرق المتدخلون إلى التحديات التي يتعين على القارة السمراء رفعها على عدة مستويات، مؤكدين على ضرورة مواصلة وتعزيز بعض البرامج الأمريكية المتعلقة بالمساعدة على التنمية. ولدى تطرقهم لتأثير الازمة الاقتصادية العالمية على البلدان الإفريقية، والتحديات المرتبطة بالتنمية والأمن الغذائي, والنزاعات التي تعصف ببعض المناطق بهذه القارة، أكد المتدخلون على ضرورة الاستثمار بشكل كبير في البنيات التحتية والفلاحة والتنمية القروية. وأوضحوا أن غالبية البلدان الإفريقية فضلت في ما يتعلق ببرامج تحدي الألفية الاستثمار في البنيات التحتية, داعين إلى تركيز الاهتمام على التنمية الاقتصادية. وفي هذا السياق، اعتبر سفير السينغال بالولاياتالمتحدة السيد أمادو لامين با أنه يتعين على الإدارة الأمريكيةالجديدة مواصلة برامج الدعم العمومي للتنمية، بما في ذلك برنامج التصدير للولايات المتحدة, وبرنامج تحدي الالفية الذي قدم الدعم لعدد من البلدان الإفريقية، والذي يأخذ بعين الاعتبار الأولويات التي تحددها البلدان المستفيدة, وبرنامج المساعدة والوقاية من داء فقدان المناعة المكتسبة. وأضاف أن المساعدة على التنمية يجب أن تركز على الانتاج الفلاحي كأساس للتنمية، مضيفا أن جوانب من قبيل البنى التحتية والموانئ والمطارات والطاقة من شأنها تمكين إفريقيا من الاندماج بشكل أفضل في المجتمع الدولي. ودعا المتدخلون أيضا إلى احترام الالتزامات المعبر عنها من قبل البلدان المتقدمة, مستحضرين في هذا السياق الدور الذي يتعين على المؤسسات المالية الدولية الاضطلاع به من أجل الوفاء بهذه التعهدات. وبعدما أكدوا أن انتخاب أوباما كان مبعث «»أمل وتطلعات»» بالنسبة لإفريقيا، اعتبر هؤلاء الدبلوماسيون أن زيارة الرئيس الأمريكي خلال الاشهر الأولى من ولايته لإفريقيا ستشكل «»إشارة جد قوية»» بالنسبة للقارة. من جهة أخرى، دعا هؤلاء إلى النهوض بالتعاون والاندماج الإقليمي، وذلك بهدف تحفيز المبادلات التجارية والنمو الاقتصادي. ومن جهته، أكد السيد عزيز مكوار, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب هذا اللقاء، أن الإندماج يعد الوسيلة الوحيدة لضمان تنمية البلدان. وبعدما أكد على أهمية الإندماج على مستوى النقل، تطرق الدبلوماسي المغربي إلى أن تصور المغرب يتمثل في التوفر على محور شمال-جنوب للربط التجاري بين إفريقيا جنوب الصحراء والمغرب العربي وأوروبا, ومحور شرق-غرب للإندماج المغاربي»». وفي هذا الإطار، أعرب السيد مكوارعن أمله في أن تعمل كافة البلدان على تنفيذ اندماج إقليمي, يشمل جميع القطاعات، بما فيها الاقتصاد والتجارة والنقل. وتنظم تظاهرة «»أسبوع إفريقيا»»، التي أصبحت منذ ثلاث سنوات موعدا سنويا، إلى غاية20 ماي الجاري, بمبادرة من السلك الديبلوماسي للبلدان الإفريقية المعتمدة لدى الولاياتالمتحدة. وحسب المنظمين, فإن هذه التظاهرة ستمكن الديبلوماسيين المتواجدين بالعاصمة الفيدرالية الأمريكية من المساهمة في تطوير صورة القارة الإفريقية، وتقديم وتبادل وجهات نظرهم بخصوص عدة قضايا. كما سيمنح اللقاء «»فرصة لإفريقيا من أجل إبراز مؤهلاتها الثقافية، والسياسية، والاقتصادية، وبناء أسس للشراكة»» مع الولاياتالمتحدةالأمريكية, إلى جانب إقامة «»حوار بناء وتحفيز الاستثمارات»» بالقارة الإفريقية. وقد برمج المنظمون أيضا ندوة حول موضوع «»الاقتصاد في إفريقيا»» يديرها مدير صندوق النقد الدولي, دومينيك ستراوس - كان، ولقاء ثقافيا بجامعة جورج واشنطن حول مؤلف «»من عطيل إلى أوباما»» للكاتب من أصل كيني علي مازروي.