اقام بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أياما دراسية وتكوينية حول الشراكة مع جمعيات وطنية عاملة في مجال النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين. وهدفت هذه التظاهرة, التي نظمها المعهد تحت شعار «»من أجل شراكة فعالة للنهوض بالثقافة الأمازيغية»», إلى المساهمة في خلق الظروف المواتية لإيضاح الرؤية المتعلقة بالنهوض بالشأن الأمازيغي عامة وبالشراكة الناجعة مع الجمعيات الوطنية على وجه الخصوص. وتندرج التظاهرة في إطار تفعيل مقتضيات الإطار المرجعي القاضي بتحديد مبادئ وشروط الشراكة بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبين الجمعيات العاملة في مجال النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين. وتهدف هذه الشراكة التي تقوم على مبادئ الاستقلالية في العمل والثقة المتبادلة والتعاون والشفافية, بالخصوص, إلى النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين في أي شكل من أشكالها التعبيرية, والسعي إلى المحافظة عليها وتعزيز مكانتها ضمن مكونات الثقافة الوطنية. وقال السيد أحمد بوكوس, عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية, في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للقاء, إن هذا الملتقى يسعى إلى التحسيس بأهمية التكوين في مجالات إعداد مشاريع الشراكة والقرائية ومحو الأمية بالأمازيغية وبحرف تيفيناغ ومجالات الأنشطة الموجهة للطفل والمرأة وكذا المعارف التقليدية الممكن توظيفها في مجال التنمية. وبعدما ذكر بالمكتسبات النوعية التي تحققت لفائدة الشأن الأمازيغي, ومن ضمنها إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وترسيخ مكانة الأمازيغية في التعليم والإعلام, اعتبر السيد بوكوس أن «»تعميق وتوسيع وترسيخ هذه المكتسبات يقتضي إيضاح الرؤية من أجل رفع التحديات التي تواجه سيرورة النهوض بالأمازيغية وإحلالها المكانة اللائقة بها في كافة المجالات»». وأشار السيد بوكوس, في هذا السياق, إلى ضرورة تشخيص الحالة الراهنة للأمازيغية وتحديد أهم الأولويات التي يتعين بلورتها قصد المساهمة في أجرأتها في نطاق السياسات العمومية, مشددا على أهمية دور المؤسسات والمجتمع المدني في هذا المجال. ومن جانبه, أوضح بناصر همو أزداي, في كلمة باسم لجنة الشراكة مع الجمعيات, التابعة للمعهد, أن العملية التشاركية بين المعهد والجمعيات, أعطت ثمارها, مشيرا إلى أن عدد المشاريع المنجزة في إطار هذه العملية تضاعف, وأن عدد الجمعيات الشريكة فاق600 جمعية من مختلف الجهات . وأكد السيد أزداي أن إدماج الأمازيغية في محيطها أصبح حقيقة ملموسة, وأن العمل التشاركي بين المعهد والجمعيات أضحى ذا دور مهم وقيمة مضافة في الانتقال النوعي بالشان الأمازيغي من مرحلة التأسيس إلى مرحلة الترسيخ. وتضمن برنامج هذا الملتقى, الذي شارك فيه العديد من الأساتذة والباحثين والمؤطرين والجمعويين, تنظيم ندوتين حول «»دور المجتمع المدني في النهوض بالأمازيغية»», و»»الشراكة بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والجمعيات العاملة في مجال النهوض بالأمازيغية»». كما نظمت خلال الملتقى, الذي ستمر يومين, خمس ورشات عمل للتكوين انصبت على بعض مجالات اهتمام النسيج الجمعوي لإعداد «»مشاريع الشراكة»», و»»محو الأمية بالأمازيغية»», و»»الأنشطة الموجهة للطفل»», و»»الأنشطة الموجهة للمرأة»», وكذا «»المعارف التقليدية»».