تقدم الإذاعة الوطنية برنامجا شهريا يتناوب على تقديمه الإذاعيات محمد العوني وفريدة الرحماني يتعلق الأمر ببرنامج قريبا من الجالية» الذي يستضيفان من خلاله بعض الضيوف أو رؤساء بعض الجمعيات أو إدراج تسجيلات صوتية لأفراد الجالية المغربية عبر نقط العبور وكل هذه الفقرات تكون مسجلة في بث مسجل وبعيد كل البعد عما يعيشه المهاجر المغربي بديار المهجر الذي مل من سماع هذا البرنامج التافه الذي لا يلامس قضاياه وانشغالاته في ظل الظروف القاسية لبعض المهاجرين الكثيرة والمتعددة واستمرار تجاهل وإهمال سلطات البلدان المضيفة لأسبابها من جهة والسلطات القنصلية والدبلوماسية المغربية ومعها بعض الهيئات الحقوقية المهتمة بالهجرة من جهة ثانية والتي تبقى في موقف المتفرج . ليظل المهاجر المغربي بين المطرقة والسندان وفي جعبته الكثير لكن للأسف صوته أضحى مغيبا ومنسيا في برامجنا الإذاعية التي تتفنن في الإكثار من الوصلات الترحيبية بأفراد الجالية المغربية مع قرب حلول فصل الصيف. لكن بمجرد إنتهاء هذه الفترة الصيفية تعود حليمة إلى عادتها القديمة. لذا أتساءل بمعية هؤلاء المهاجرين أين هو إذن القرب في برنامج قريبا من الجالية؟؟ الذي نطالب المسؤولين عن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة إعادة النظر في الطريقة التي يقدم بها. حتى نتمكن من التواصل بشكل مباشر مع الوطن الأم وذلك بفتح خطوط الهاتف للبرنامج للإتصال وإسماع أصواتنا وصرخاتنا إلى المسؤولين وذوي الإختصاص. والتمديد في عمر البرنامج من ساعة إلى ساعتين ويبث بشكل أسبوعي ويقوم طاقم البرنامج بزيارة المهاجرين المغاربة ببلدان إقامتهم للوقوف على انشغالاتهم اليومية. آنذاك يمكن للبرنامج السالف الذكر أن يكون قريبا من الجالية وأن يحذو حذو برنامج بالأحضان يا وطني الذي رحل عنا برحيل مؤسسة المرحوم الحاج يحيى الكوراري بمحطة وجدة الجهوية. أتمنى أن يجد ندائي هذا آذانا صاغية من لدن المسؤولين ويسمعوا وجهة نظرنا كمهاجرين لنا حاسة نقدية وذوق عام ورؤية للعالم تمكننا من طرح المزيف التافه ومعانقة الأعمال الجادة والهادفة.