مضت أربعون يوما على رحيل الفقيد عبدالرحيم بوعلام الذي كان مشرفا على إدارة مكتب «العلم» وصفحة الدارالبيضاء على امتداد ما يفوق 20 سنة. وعلى امتداد هذه السنوات كانت صفحة الدارالبيضاء لجريدة العلم متميزة في أدائها وفي تناولها لمجمل قضايا الشأن المحلي للمدينة من حيث التمسك بالمبادئ والرصانة والتوازن والدفاع عن مصالح المدينة وسكانها. والفقيد عبد الرحيم بوعلام، كما هو معلوم، كان من ضمن مؤسسي فرع الدارالبيضاء للنقابة الوطنية للصحافة والتي لعبت آنذاك دورا بارزا في الدفاع عن القضايا العادلة التي تخص الممارسة الصحفية. لقد استفادت صفحة الدارالبيضاء من تجربة عبدالرحيم بوعلام وتحية في ميدان تسيير الشأن العام وفي الميدان السياسي وخبرته بدواليب الإدارة وآلية صنع القرار علاوة على نظافة يده وأخلاقه وهذه الخصال جميعها أعطت لجريدة «العلم» بالدارالبيضاء هيبة ووقارا وشأنا خاصا يدعو الى الاعتزاز. فعند انطلاق ما سمي بالمسلسل الديمقراطي سنة 1976 كان عبدالرحيم بوعلام عضوا منتخبا بالمجلس البلدي للدارالبيضاء قبل تسميته باسم المجموعة الحضرية الشيء الذي مكنه من معرفة واقع المدينة والبرامج التنموية المسطرة؛ وتسيير الشأن المحلي للدارالبيضاء أصبح عند الفقيد هاجسا حيث مده بتراكم خبرته التنظيمية والسياسية كمفتش لحزب الاستقلال، وأصبح رأيه يؤخذ به عند مواجهة المحطات الرئيسية والأمور الحاسمة.. عبدالرحيم بوعلام رحمه الله كان في عمله الصحفي وفيا لمبادئه ونفسه وحزبه محافظا على استقلاليته وكرامته تجاه الإدارة وأصحاب النفوذ وتجاه الشبهات. خجول جدا بسبب أنفته فيما يتعلق بطرح أموره الشخصية الى درجة الزهد أحيانا، فهو كان يفضل أن يطرح قضايا الناس ويحل مشاكلهم المتنوعة، فبصفته مفتشا للحزب تدخل في حقب متنوعة لفائدة عدد من المواطنين للحصول على بقع أرضية أو مساكن، في حين ظل هو وعائلته الصغيرة يعيش في شقة مكتراة لزمن طويل قبل أن يتخلى قبل وفاته عن تلك الشقة لينتقل هو وأسرته الصغيرة الى منزل والديه؛ الذي تم تشييع جنازته إنطلاقا منه. كان من الواجب أن نذكر ذلك، ليس من باب المجاملة أو المدح وإنما هي شهادة في حق أخينا عبدالرحيم بوعلام. فصفحة الدارالبيضاء لجريدة «العلم» ستستمر في عطائها كما كانت من قبل وستظل دائما في خدمة مصالح المدينة وسكانها فارضة إحترامها على الجميع برصانتها وتوازنها وانفتاحها. وبمناسبة هذه الذكرى الأربعينية نسأل الله تبارك وتعالى بأن يجعل الأعمال الصالحة التي راكمها فقيدنا عبدالرحيم بوعلام في ميزان حسناته، فالله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا. إنا لله وإنا إليه راجعون.