دعا السيد خوان غابرييل كاييخون بايينا النائب البرلماني عن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أخيرا بالرباط، الجزائر و«البوليساريو» إلى حوار هادئ بعيدا عن كل موقف متشنج, في أفق التوصل إلى حل لقضية الصحراء يحظى بتوافق جميع الأطراف. وقال السيد كاييخون بايينا، في تصريح للصحافة عقب مباحثات مع الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون السيد يوسف العمراني، «أدعو الجزائر وجبهة البوليساريو (...) إلى الانخراط في حوار هاديء بعيدا عن كل موقف مسبق جامد ومتشنج, وذلك من أجل التوصل إلى حل يرضي الجميع». من جهة أخرى، أعرب السيد كاييخون بايينا، الذي يقوم بزيارة للمغرب على رأس وفد يضم شخصيات تنتمي إلى الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، عن ارتياحه لموقف المغرب القاضي بالحوار مع كافة الأطراف، مؤكدا أن هذا الموقف «يؤكد مجددا الطابع الإيجابي ليس فقط للموقف المغربي ولكن كذلك لمشروعه» المتعلق بالحكم الذاتي. وأضاف قائلا «إن تقديري للموقف المغربي وللمشروع المغربي (مشروع الحكم الذاتي) إيجابي». من جانبه, أكد السيد العمراني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء شكل مناسبة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الرئيسية التي تهم العلاقات المغربية الإسبانية، مضيفا أنه شرح للوفد الإسباني الدينامية الإيجابية التي أطلقتها المملكة المغربية بفضل مشروع الحكم الذاتي المقدم إلى الأممالمتحدة. وأضاف أن مباحثاته مع السيد كاييخون بايينا تناولت كذلك الصعوبات التي تعترض بناء المغرب العربي. من ناحية أخرى, أوضح السيد العمراني أنه استعرض خلال هذا اللقاء أهم أوراش الإصلاح والتقدم التي يقوم بها المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، مؤكدا أن هذه الإصلاحات لقيت «الدعم من لدن أصدقائنا الإسبان الذين يرون في المغرب ورشا حقيقيا ينفتح على آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية لبلدنا وحضور قوي أكثر فأكثر للمقاولات الإسبانية بالمملكة». وبخصوص ملف الهجرة، أشار الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون إلى أن الطرف الإسباني ثمن المقاربة التشاورية والشمولية التي صادق عليها مؤتمر الرباط, مشيدا بالتقدم الذي حققه المغرب في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية. ومن جهة أخرى أكد كايخون بايينا ، أن العمل الذي أنجزته وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية بالمملكة، ""جد إيجابي"". وأضاف السيد كايخون خلال لقاء مع المدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية بالمملكة السيد أحمد حجي، أن أنشطة هذه المؤسسة تساهم بشكل فعال في هذه الأقاليم وإنعاش الاستثمارات بها. وفي هذا الإطار، أشار السيد كايخون الذي يزور حاليا المغرب على رأس وفد يضم أعضاء من الحزب المذكور ومستثمرين من إقليم الأندلس، إلى أهمية استقرار المقاولات الإسبانية عموما والأندلسية منها على وجه الخصوص بالمغرب، وذلك بالنظر إلى الفرص التي تمنحها المملكة في العديد من المجالات، لاسيما منها الفلاحية والسياحية. وعبر الوفد الإسباني ، بهذه المناسبة ، عن تقديره للمجهودات التي تبذلها المملكة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية, معربا عن الأمل في أن يسفر هذا اللقاء عن اقتراحات فعلية من أجل تعزيز التعاون بين المغرب واسبانيا من جهة، وبين المملكة والأندلس من جهة أخرى. وأكد أعضاء الوفد أن هذا النوع من اللقاءات يشكل مناسبة لتبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا, وخاصة ذات الطابع الاقتصادي واستكشاف فرص الاستثمار بالمغرب، لاسيما في المجال الفلاحي. ومن جهته, استعرض السيد حجي إنجازات وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية منذ إحداثها يوم سادس مارس2002 من طرف جلالة الملك محمد السادس، مضيفا أن هذا اللقاء مكن الوفد الإسباني من الوقوف على جدية ونوعية الخطوات التي اتخذها المغرب من أجل تنمية أقاليمه الجنوبية. وأوضح أن الوكالة تعتمد ، في إعداد وإنجاز برامجها ، على مقاربة تأخذ في الاعتبار الخصوصيات المحلية للمنطقة ذات الصلة بالموارد البشرية والثقافة والحضارة. وذكر السيد حجي أن الوكالة تقوم بدراسة النسيج الاقتصادي للأقاليم الجنوبية من أجل بلورة مفهوم على المديين المتوسط والطويل, في أفق تشجيع خلق مقاولات وإنشاء المركبات الصناعية والبنيات التحتية الضرورية.