وقعت ليبيا والولايات المتحدة الأميركية في طرابلس اتفاقا يعوض بموجبه من قتل من الأميركيين في هجمات تتهم بها ليبيا، ومن قتل من الليبيين في ضربات جوية أميركية استهدفت طرابلس وبنغازي, ويمهد الطريق لتطبيع كامل في العلاقات الثنائية. ووقع الاتفاق ديفد ولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ومساعد وزير الخارجية الليبي أحمد الفيتوري، بعد سلسلة محادثات رفيعة المستوى في طرابلس. وتشمل الصفقة تعويض أميركيين قتلوا في تفجير طائرة بانام الأميركية في سماء أسكتلندا في 1988, وفي تفجير ملهى ليلي في برلين قبل ذلك بعامين, وكذلك تعويض ليبيين قتلوا في ضربات جوية انتقامية أمر بها الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان سنة 1986. ووصف الفيتوري الاتفاق بأنه صفحة جديدة في علاقات البلدين, وقال عنه ولش إنه يزيل عقبة كبيرة في طريق علاقة أكثر طبيعية بين بلاده وليبيا. ولم تكشف السلطات الليبية حجم التعويضات أو من سيدفعها, لكن مسؤولا ليبياً تحدث عن صندوق خاص تشارك فيه مؤسسات دولية وشركات تنشط في ليبيا بعضها أميركي. وبدأت محادثات التعويضات حسب المسؤول الليبي في مارس 2007 في عواصم أوروبية وعربية. وحمل ولش رسالة إلى الزعيم الليبي معمر القذافي من الرئيس الأميركي جورج بوش تشيد بدور ليبيا على الساحة الدولية. وتمنح التعويضات ليبيا حصانة من ملاحقات قانونية مستقبلية على أيدي أقارب الضحايا, وهي حصانة صادق عليها الكونغرس بغرفتيه. وظل موضوع التعويضات يعوق تطور علاقات البلدين التي استؤنفت في 2004, بعد إعلان الزعيم الليبي معمر القذافي تخلي بلاده عن برامج لأسلحة الدمار الشامل. وطُبّعت الصلات في 2006 برفع التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى سفراء, وإسقاط ليبيا من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب. لكن ملف التعويضات وحقوق الإنسان في ليبيا جعلا وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تؤجل زيارة مزمعة لطرابلس, تقول الآن إنها ستتحقق قبل نهاية ولاية بوش الأخيرة يناير القادم.