* العلم: رشيد زمهوط تفيد التسريبات الصادرة عن مكتب الامين العام الأممي انطونيو غيتريس أن الطريق أضحى سالكا لاعلان وشيك عن قرار تعيين الرئيس الألماني السابق هورست كولر مبعوثا جديدا بالصحراء، خلفا لكريستوفر روس. ويرتقب أن يزكي مجلس الامن في مسطرة شكلية قرار التعيين بعد أن أبدت المملكة قبل اسبوعين موافقتها على وساطة كولر بعد فترة تردد نسبية. وكانت جبهة الانفصاليين قد أبدت في البداية معارضة قوية لتعيين كولر معتبرة أنه إجراء يصب في مصلحة الرباط , على أن الامين العام الأممي تدخل بقوة لتوبيخ زعيم الجبهة غالي, ليرضخ هذا الاخير ويعير منتصف أبريل الماضي عن قبوله على مضض بالمبعوث الشخصي الجديد. وتعيش قيادة الرابوني منذ فترة حالة من التيه كشفت عن حقائقها وثيقة داخلية للجبهة تم تداولها في اجتماع قيادي داخلي وتم تضمينها جملة من الأخطاء القاتلة في مسار القيادة الانفصالية منذ توقيع اتفاق اطلاق النار بداية التسعينات والى غاية أحداث معبر الكركرات. الوثيقة الانفصالية تعترف بتخبط المشروع الانفصالي وضلاله عن الطريق وافتقاده للبوصلة وتعتبر حصيلته السياسية والاجتماعية والدبلوماسية بالمخزية. الوثيقة المرجعية تشدد على أن اتجاه موريتانيا مستقبلا الى منع ميليشيات البوليساريو العسكرية من العبور عبر ترابها سيجعلها محاصرة داخل دائرة مغلقة قريبا من المنطقة العازلة بموجب قرار وقف النار وهو ما يعني بأن تحركات ميليشيات الانفصاليين بمعبر الكركرات ميليشيات البوليساريو وخارجه تم بتنسيق مسبق ورضا سلطات نواكشوط. وكانت قيادة الرابوني قد تلقت صفعة مدوية من الاتحاد الأوربي بعد دعوة المفوضية الأوربية الى مفاوضات جديدة بين الرباط وبروكسيل الهدف منها مراجعة اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وبين المغرب، خاصة الشق المتعلق بالمنتجات الصادرة عن الأقاليم الجنوبية في اتجاه ايجاد الصيغة القانونية لإدماجها ضمن الاتفاق. جبهة البوليساريو هاجمت بشدة المفوضية الأوروبية بسبب المقترح السالف الذكر وهددت باللجوء مجددا إلى القضاء الأوربي. ويعتبر المتتبعون لملف علاقات المجموعة الأوربية بالقيادة الانفصالية أن شطحات هذه الأخيرة المتكررة خلال الأسابيع الأخيرة والتي همت ملاحقة بواخر محملة بالسلع لا تعدو كونها محاولات لتوجيه الأنظار عن المشاكل الداخلية المتفاقمة والتي تنخر جديا أسس المشروع الانفصالي بعد أن أضحت الدبلوماسية الجزائرية غير قادرة على ضخ مزيد من جرعات ألإنعاش في الكيان الانفصالي المتهالك وانشغال الرئاسة الجنوب افريقية بمسلسل فضائحها الأخلاقية والمالية المتسلسلة. الرباط تقبل أخيرا بكولر وسيطا أمميا وقيادة الرابوني تعترف بجملة الأخطاء القاتلة التي نسفت المشروع الإنفصالي