في الوقت الذي يستعد فيه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لاستقبال طلبات الترشيح لنيل جائزة الثقافة الأمازيعية ومن ضمنها جائزة الإعلام المكتوب لموسم 2008 ، منحت الوكالة الإعلامية الدولية»بريس ناو»، آخر الأسبوع الماضي جائزتها السنوية في الإعلام المكتوب باللغة الأمازيغية للقاص والشاعر الأمازيغي زايد أوشنا. وللإشارة فجائزة المعهد الملكي الخاصة بالإعلام المكتوب، سواء بالأمازيغية أو حولها لم تعط إلا مرة واحدة، حيث منحت سنة 2004 عن طريق الإنتقاء لإبراهيم باوش الصحفي آنذاك بجريدة «العالم الأمازيغي»، وبعد ذلك حصل خلاف حول هذه الجائزة خاصة في السنة التالية، أي سنة 2005 ، تسبب في إثارة جدل وسط أعضاء لجنة التحكيم فكانت نقطة الخلاف هي الكيفية التي تمنح بها هذه الجائزة صنف الإعلام المكتوب، والسؤال الذي فرض نفسه آنذاك هو، هل اعتماد الإنتقاء مسألة مقبولة في مثل هذه الحال أم أن هناك طريقة أخرى مشروطة بمعايير هي الكفيلة بحل المشكل؟ وبالرغم من ذلك وحتى في سنة 2006 لم يحل المشكل وبقي الحال على ما هو عليه ، فاقتصر الأمر على منح الجائزة للإعلام السمعي البصري دون المكتوب، بمبرر أنه لاوجود لهذا النوع الأخير من الإعلام ولا وجود كذلك لقارئ بالأمازيغية، ونفس الشيء حصل في سنة 2007 بمبرر آخر هو عدم استيفاء شروط المشاركة. ولم يكن في حقيقة الأمر هذا التعليل الذي أدلى به المسؤولون عن الجائزة حينئذ لوسائل الإعلام إلا يافطة أو ذريعة تفاديا لعدم الخوض في تفاصيل ما يقع حول هذه الجائزة، وقد اكتفى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في السنة الماضية بإصدار إعلان بخصوص الجائزة وبعد ذلك أصدر نفس الإعلان بإضافة بعض الشروط التي لم تكن تعجيزية أو مستحيلة ولكن لتمديد ولربح بعض الوقت وذلك بتصحيح تاريخ تقديم الترشيحات. ولهذه الأسباب يعتبر الكثير من المهتمين بالشأن الأمازيغي بالمغرب، وخاصة العاملين في مجال الإعلام الأمازيغي المكتوب، هذا التعامل إقصاء وإزدراء، مؤكدين على ضرورة تغيير طريقة التعامل هذه، من أجل فعلا خدمة الأمازيغية والنهوض بها فعلا خاصة على المستوى الإعلامي. وفي المقابل يرى آخرون أن جائزة الثقافة الأمازيغية صنف الإعلام المكتوب لابد وأن تخضع لضوابط واضحة ولم لا تخصيص جائزة مستقلة عن الإعلام السمعي البصري، وهذا بالفعل ما أكده عضو في لجنة التحكيم السنة الماضية، مشددا على أن هذا المطلب أساسي ومهم، استنادا إلى ما قام به المعهد في هذا الباب من خلال تنظيم لقاءات علمية حول الصحافة الأمازيغية المكتوبة، كما تمخض عن ذلك تنظيم عدة دورات تكوينية لصالح العاملين بهذه الصحافة بهدف تأهيلهم وإكسابهم المهارات الاحترافية الضرورية والتكوين التقني المطلوب للرقي بالصحافة الأمازيغية إلى مستوى أفضل، غير أن ثمة الكثير مما ينتظر الإنجاز حتى تتمكن اللغة و الثقافة الأمازيغيتين من القيام بدورها التنموي والتثقيفي عبر وسائل الإعلام. وبخصوص الوكالة الإعلامية الدولية»بريس ناو»، فقد منحت جائزتها في الإعلام المكتوب باللغة الأمازيغية للموسم الفارط للصحفي سعيد باجي، وهو محرربجريدة «العالم الأمازيغي». وتسمى بجائزة التميز في التحقيق الصحفي لسنة 2007، وتنظمها الوكالة ذاتها كل سنة، بتعاون مع مؤسسة المعطي مونجيب المغربية. وقد نالت الأمازيغية السنة الماضية هذه الجائزة من خلال مقالتين أمازيغيتين، أولاهما تحمل عنوان»لقاء مع موحا أوموزون»، وهي عبارة عن تحقيق صحفي، يتناول الحياة المعتمة للفنان موحا أوموزون، الفاقد لحاسة البصر، وهذا التحقيق في الحقيقة هو رصد للأحداث التي ميزت زيارة خاصة قام بها الصحفي لمنزل الفنان ببوميا إقليمخنيفرة، يوم 13 فبراير2007، ،وتم نشرهذا المقال في فاتح مارس من نفس السنة بالعدد 82 من جريدة «العالم الأمازيغي». وللإشارة فقد توفي موحا أوموزون في الأسبوع الثاني من شهر يوليوز2007 وتطرقت المقالة الصحفية ذاتها للحياة الشخصية والفنية للمرحوم موحا أوموزون، المزداد سنة 1930 بأيت سليمان بتونفيت إقليمخنيفرة، واستقر فيما بعد ببوميا، وهو شاعر وعازف على آلة الكمان، رافق عمالقة الفن بالأطلس المتوسط، من أمثال، المرحوم، حمو أولغازي، حمو أوليازيد ، وموحا أولمودن، والفنان بناصر أخويا.وتتضمن المقالة، كذلك، بعض الأبيات والمواويل الشعرية النادرة التي عزف على إيقاعها الفنان، مقاطع موسيقية من أرشيفه الخاص، تجمعه بعملاقة الشعر الأمازيغي بمدينة مريرت بإقليمخنيفرة، وهما أولمكي وأوموزون. في حين، تضمنت المقالة الثانية، التي حظيت بالجائزة ذاتها، استجوابا، أجراه سعيد باجي مع موحا أولمودن أو موحا إيتزر، وقد أجري في نفس اليوم، الذي أنجز فيه التحقيق الأول وتم نشره بنفس الصفحة التي تناولت الحياة الشخصية والفنية لموحا أوموزون. وموحا إيتزر من مواليد 1953 بأوتربات بإملشيل أيت حديدو بإقليمالراشيدية، واستقر فيما بعد بإيتزر بإقليمخنيفرة، إلى أن وافته المنية بها. وتضمنت المقالة الحوارية المسار الفني للمرحوم موحا أولمودن، وبعض روائعه الفنية، التي أداها العازف على آلة الكمان. والاستجواب، يتضمن كذلك صورة تجمع المرحوم بالفنانة خدوج إيتزر.