سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كلنا شركاء في الحقوق و الواجبات ومعنيون بالاستقرار و الأمن الغذائي للعامل و الموظف وكافة أفراد الشعب كلمة المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بمناسبة فاتح ماي 2009
أيتها الجماهير الشغيلة السلام عليكم و رحمة الله مرة أخرى تخلد اليوم الطبقة العاملة المغربية عيد الشغل و الشغالين في أجواء من الإيمان بقضيتها والإصرار على مطالبها العادلة و المشروعة . مرة أخرى نخلد جميعا هذا العيد الأممي المنقوش في ذاكرة التاريخ السياسي و الاجتماعي ضمن سجل الخالدين بالكفاح المستميت و التضحيات الجسام ضدا على القهر و الغطرسة و كل آليات الاستعباد، ضدا على اعتبار العمل مجرد سلعة تباع و تشترى في سوق الفوضى و الاستغلال . مرة أخرى نحيي هذه الذكرى الأممية و نحيي أبطالها و شهداءها و ضحاياها عبر العالم أجمع الذين بتضحياتهم استطاعوا أن يجعلوا من هذا اليوم شاهد عصر مسلسل الكفاحات و الطموحات والعقبات والإكراهات و الإنجازات ، شاهد عصر أيضا بل و خاصة على الآداء النقابي و الأمانة الملقاة على النقابيين من أجل الحفاظ على رصيد الشغل و تنمية رأسماله البشري و المادي باعتبار أن النقابة فاعل من الفاعلين الأساسيين سواء بسواء مع الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين. و هذا هو التوجه الذي اتخذناه قناعة منذ انعقاد مؤتمرنا الوطني التاسع . كلنا شركاء في الحقوق و الواجبات ، كلنا معنيون بالاستقرار و الأمن الغذائي و ما يرافقه من كافة المتطلبات للعنصر البشري ، العامل و الموظف و كافة أفراد الشعب ، و لذلك انخرطنا في المطالبة بتحسين الأوضاع المادية و المعنوية أيضا لكافة الفئات الشغيلة ، انخرطنا في الدفاع عن العمل اللائق الذي اتخذته منظمة العمل الدولي حقا من الحقوق الأساسية .انخرطنا في هذا الورش الكبير لأن العمل اللائق يعني أولا الحفاظ على الحريات النقابية و صيانتها . و لهذه الغاية جعلنا هذه السنة سنة الكفاح من أجل التصديق على الاتفاقية الدولية للشغل 87 التي تضمن حماية العمل و الممثلين النقابيين حتى لا نبقى نعيش مسلسلات الطرد و التعسفات و طبخ الملفات و الزج بالعمال و العاملات في متاهات ضياع الحقوق لضياع الشغل و ضياع الحريات في بعض الأحيان بحجة الفصل إياه ، الفصل 288 من القانون الجنائي بادعاء حماية حق العمل و استغلال الملك العمومي . و الأدلة على هذه الحالات المأساوية أكثر من أن تذكر بالتفصيل أيتها الأخوات، أيها الإخوة، انخرطنا في الدفاع عن العمل اللائق لصيانة رصيد الشغل الوطني و حمايته من التلف و الضياع. نحن جميعا نعيش الأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بأكثر من ثلث الثروات في البلاد الغنية و حتما أصابتنا و ستصيبنا و لو من باب الدول التي نتعامل معها ، الأزمة الاقتصادية التي تضررت منها قطاعات أساسية كالنسيج و تركيب السيارات ، مما دفعنا لاتخاذ موقف مؤازر و مساند في هذه الأزمة عبر مذكرات وجهها الاتحاد العام للحكومة و ندوات صحفية نظمت لهذه الغاية و خطابات في مختلف المحطات للكاتب العام و كافة القياديين عمودها الفقري دعوة الحكومة لتهب لنجدة هذين القطاعين و قد حصل بالفعل مما خفف الأزمة و حدتها . انخرطنا أيها الأخوات و الإخوة في العمل اللائق لأننا به نضمن الاستقرار و تطوير المؤسسة وبالتالي الرفع من مردوديتها و جودتها لتقف في وجه التحديات على أساس ضمان العيش اللائق ، العيش الكريم لليد العاملة. ولذلك ندافع مستميتين من أجل الأجور الكافية على ضوء مراجعتها حسب الحاجيات الحقيقية لتكلفة المعيشة ، في القوت اليومي ، في اللباس في السكن في الخدمات في الترقية في التطبيب ، في كل شيء، لأن العيش الكريم منظومة متكاملة . ففي القطاع الخاص لابد من وضع شبكة للأجور والترقي و مسار العاملة والعامل في التكوين وإعادته إضافة إلى الحد الأدنى الذي على حد مقداره الحالي لا يضمن كفافا و لا عفافا و لا أي شيء ، إنه قد حان الوقت لوضع اتفاقيات مع المؤسسة للاستفادة من قسط من الأرباح لأن هذا مجهود الجميع ، التفاني و الإخلاص و الجودة ، الطبقة العاملة مازالت تضحي و لكن لها أن تأكل ، لها أن تمدرس ، لها أن تستشفي إلى آخره . و في القطاع العام و شبه العام ، أولا لابد من استفادة شبه العام هو الآخر من كل زيادة تقرر ، لا أن يترك الحبل بين مجالس الإدارة و الشغالين و نقاباتهم لأن هذا لن يعمل إلا على المزيد من تأجيج التوترات ، و لقد كاتبنا الحكومة و طالبنا بكل قوة حل هذا المشكل ، لابد أيضا من وضع سياسة واضحة في الأجر ، الحد الأدنى قياسا إلى الحد الأعلى أو العكس ، لابد من مراجعة الحوافز و التعويضات، لابد من حل مشكل الاختناق الحاصل في الترقيات ، لابد من وضع حد للتسيب في إعطاء المسؤوليات ، المسؤوليات للكفاءة و الاقتدار ، للبرنامج الذي يتقدم به المرشح لهذه الغاية ، لابد من حل مشكل الشبكة الضيقة ، نعم حذفت السلاليم من 1 إلى 4 و هذا مطلب أساسي كافح عليه الاتحاد العام سنوات طويلة ، و لكن من 5 إلى ما فوق أين يذهبون ؟ لابد من فتح الجامعة الليلية للتكوين و الاختصاص الإداريين بتكلفة جد رمزية فقط ، لابد من التعامل مع الإدارة و أنها سببب مباشر لا محيد عنه في التنمية ، و لما نقول الإدارة فإننا نعني جميع المرافق و المصالح والاختصاصات فيها ، كذلك لابد من وضع قانون إطار ، كم طبيب لكم نسمة في الحضر و البادية ، كم مهندس لكم هكتار و ضيعة ؟ كم تقني ، كم إعلامي، كم أستاذ كم معلم كم مدير إلخ ..... هذا هو العقل البراجماتي الذي نريده أن يسود لضمان الفاعلية و النجاعة لاسيما مع الانفتاح و الاستثمارات الخارجية و الداخلية لأن الإقلاع و التطور منظومة كما قلنا من قبل ، تعمل ككل أو تتعطل ككل. إننا أيتها الأخوات و الإخوة في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب و غير الاتحاد العام للشغالين بالمغرب لأننا نتوجه بخطابنا إلى كافة الإخوة و الأخوات العمال و الموظفين أينما كانوا لأن هذه التظاهرة أممية يجب أن يكون فيها الكلام من منظورنا غير محصور في اتجاه أو انتماء أو ديماغوجية تلبس الحق بالباطل ،إننا نريد للحقل النقابي أن تكون فيه النقابة المسؤولة و المحاسبة في شفافية كبيرة ، مسؤولة عن أحوال و قضايا و هموم كافة الشغالين بالدفاع عنها بكافة الوسائل بالحوار والإقناع والإضراب، و أيضا مسؤولون عن المؤسسة و رفع التحديات يدا في يد و الاستفادة من حقنا في التنمية لأننا نخلق التنمية ، يجب تطهير الحقل النقابي من كل الطفيليات لإعادة الثقة بين الشغالين و النقابة. 4 % من المنخرطين فقط في النقابات . و الآخرون ؟ هل نستمر في الجمع بين العزوف السياسي و العزوف النقابي ؟ على المسؤولين المزيد من دعم العمل النقابي بالحق و حمايته ، عند مفتش و مندوب الشغل في اللجنة الإقليمية و اللجنة الوطنية ، علينا أن ننتقل إلى سيادة سلطة القرار ، اللجنة يجب أن تصدر قرارها و يجب أن يكون قابلا للتنفيذ لأن دور جهاز الشغل يقف عاجزا أمام قوة رأسلمال. إننا نريد مأسسة الحوار ، و قد بدأنا في إظهار الملامح . مأسسة تضع الدفتر المطلبي للمركزيات في أبريل من كل سنة و الاستجابة للمطالب ثم المراقبة و المراجعة في دورة شتنبر عند اللمسات الأخيرة لمشروع ميزانية المملكة . إننا نريد مسلسلا تنازليا في التخفيف من العبء الضريبي يأخذ طبعا بالاعتبار التوازنات ، لأننا نريد دعم القدرة الشرائية بالزيادات من جهة و التخفيف من الضغط الضريبي من أخرى لأن الغاية تشجيع الاستهلاك أولا لأنه حق لكل شغال و شغالة، ثم ثانيا لارتباطه بالدورة الإنتاجية في المعامل و المؤسسات لاسيما المرتبط إنتاجه بالداخل. إننا نريد دعم المقاولة كل المقاولات ، الطاقة مرتفعة جدا ، النقل كذلك، المساطير لا تزال بطيئة فإذا أضفنا على هذا كله ما قد يكون من رشوة و تلاعبات و تلكؤات عرفنا لماذا يفر العديد من المستثمرين إلى دول أخرى . إننا نريد من الحكومة أن تضع في المقاولة فائض القيمة المتوفر لديها الآن و هو بمقدار عشرين مليار درهم لخلق التنمية الخالقة للشغل أولا و أخيرا . إننا نكافح من اجل فرض سلطة القوانين في البلاد لأنها عماد كل استقرار و طمأنينة و لذلك لا يجب أن نبقى نتحدث كلاما أجوف عن دولة الحق و القانون و نحن لا نومن بالمحتوى الفعلي . و الدليل ما عشناه أخيرا من إخلال بالمساطير و القوانين في موضوع انتخابات التعاضديات بالقرصنة التي وقعت في حقها . لا يمكن أن نبقى نتحدث عن التحديث و الحداثة و رفع التحديات و الحكامة إلى آخره دون الإدراك الكلي لهذه المصطلحات و الإيمان بها و السعي لتطبيق مضامينها ، لذلك فإننا في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب نريد طرح كل مشاريع القوانين على طاوولة الحوار و التعديل بما لا يفرط في حق الفرد و المجموعة أيضا . فقانون الإضراب و القانون التنظيمي للنقابات نحن مستعدون لدراستهما لكن شريطة ألا يكونا وسيلة لقمع ما وصلنا إليه من مكاسب ، الإضراب تلجأ إليه الشغيلة عند إقفال كل أبواب التخاطب و التفاهم ، فافتحوا هذه الأبواب بما يضمن الحلول و الحقوق لكي لا يكون هناك إضراب ، حددوا موقفكم في كل ما هو في الساحة غير نقابي قانونيا و استمعوا للنقابات و دعموا النقابات و ارفعوا من دورها الحالي إلى دور المشارك الفعلي لأنها هي القوة في العمل و هي و رأسلمال هما الوجهان للعملة الواحدة ألا و هي التنمية . أيتها الأخوات ، أيها الإخوة ، إننا في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب لما انخرطنا بكل إيمان في معركة التنمية فلأننا نريد أن يعيش الجميع في مجتمع متضامن متعادل ، الشغال و المتقاعد ، هذا الذي لا تشرف حالته أحدا حينما يحال على التقاعد حتى إنه يصبح موتا في حياة ، مجتمع متضامن فيه حق العاطل و خاصة من أصحاب الشهادات و التخصصات مفروض ، و لذلك موقفنا واضح مبني على رؤية علمية براجماتية واضحة ، فنحن لم نعمم التعليم و لنا عاطلون أصحاب شهادات ، و لم نعمم التغطية بالتقنيين و المختصين إلى آخره و نحن نراهم أمام البرلمان و في الأزقة و الشوارع يجلدون جلدا مبرحا لا لذنب إلا أنهم أرادوا الاشتغال و لنا خصاص بهم ، و المفارقة الغريبة أننا بالمغادرة الطوعية أفرغنا من جهة و أدخلنا من أخرى بأساليب كنا في غنى عنها و الحالة هذه أن ما حاججنا به لم نحققه ألا و هو التخفيف من الكتلة الأجرية ، الحالة مزرية نريد لها استشعارا بالإصلاح من طرف كل المعنيين ، البادية نسبة البطالة فيها جد مرتفعة، و الفلاحة رهينة بما يجود به الله علينا من غيث و بالتالي فالتمدرس غير قار، و الساكنة رحل للمدينة ، إذا أين هو هذا المجتمع المتعادل المتضامن ؟ الريع لا يزال والاستغلال كذلك، الاستعباد في القطاع غير المنظم على أشده مما يحرم الخرينة من مداخيل جبارة ، لأنه هو أول قوة تشغيلية في البلاد و لكن المقاربات غير نافعة معه لأنها قامت على الزجر و التخويف و الترهيب . إننا لا نريد أن نرسم صورة قاتمة لأننا متفائلون مؤمنون بأن حاضرنا فاضل و غدنا أفضل بحول الله إذا ما وضعنا أيدينا في أيد بعض من اجل التنمية و التقدم لأننا جميعا مسؤولون ، مسؤولون عن حماية وحدتنا التي اكتملت بالمبادرة الملكية للحكم الذاتي الموسع و التي زكاها المنتظم الدولي بعد أن زكاها الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة ملتفا حول أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله ضامن الوحدة العامل من اجل التنمية البشرية بالمشاريع و المخططات في كل البلاد لمحاربة الهشاشة و الاقصاء و التهميش . إننا كطبقة عاملة في هذه المناسبة و في كل مناسبة لمعتزون مكبرون مجلون جهاد القوات المسلحة الملكية و قوات الدرك الملكي و الأمن الوطني و القوات المساعدة مترحمون على أرواح شهداء التحرير والوحدة الذين سقطوا فداءا للبلاد ووقاية للعباد ، معتزون مكبرون لجهاد إخواننا و أخواتنا في فلسطينالمحتلة ضدا على الآلة الصهيونية الغاشمة و ما تقترفه باستمرار من فظائع رغم القوانين الدولية و الاتفاقيات الموقعة . شاجبون لكل محاولة تفتيت أو قرصنة أو مزايدة على وحدة الشعب الفلسطيني البطل حتى انتزاع حقه و إقامة دولته حرة منيعة بالحق و العدل و العلم والاقتصاد و عاصمتها القدس الشريف. شاجبون لكل أساليب التدمير و مصادرها التي ما فتئت تخرب الشعب العراقي االشقيق البطل ، متضامنون مع عماله و عاملاته و سائر شرائحه رافضون بكل قوة زرع الفتن و الشقاقات الطائفية داعون للجميع لكي يرفع يده على العراق ، و شعب العراق لكي ينصرف إلى لم شمله و تضميد جراحه التي نزفت كثيرا. إننا كاتحاد عام للشغالين بالمغرب قيادة و جماهير شغيلة معتزون بالمعارك التي ما فتئ حزب الاستقلال يخوضها من أجل تحقيق الشق الثاني من وثيقة المطالبة بالاستقلال ألا و هي «تحرير الإنسان المغربي بعد تحرير الأرض : موطنون أحرار في وطن حر .،» داعون إلى تغليب لغة الحوار و منطق الإنصاف، داعون الجميع إلى القراءة بالأرقام لما تحقق و أنجز على يد الحزب في هذه الشهور الماضية و على مستويات عدة. إننا كاتحاد عام قيادة و جماهير شغيلة نجدد اليوم وأكثر من أي يوم مضى الدعوة لإقامة المغرب العربي على أسس متاضمنة متآزرة غايتها الوحدة من أجل التقدم، داعون أيضا لوحدة الصف النقابي العربي بلا مزايدة احد منا على الآخر لا نتغيي إلا مصلحة الطبقة الشغيلة و المقاولة المغربية . عاشت الجماهير الشغيلة عاش الاتحاد لعام للشغالين بالمغرب