* نعيمة الحرار ونحن على أبواب فاتح ماي لا يبدو افق الحوار الاجتماعي مبشرا، بعد الكشف عن البرنامج الحكومي الجديد لحكومة سعد الدين العثماني، وخاصة فيما يتعلق بإصلاح أنظمة التقاعد التي جعلت الكثير من المتتبعين يؤكدون سير الحكومة الجديدة في نفس طريق حكومة بنكيران، التي كان من ابرز ملامحها تجاهل الحوار الاجتماعي وتجميده، والانتصار لاصلاحات دفعت الاف الموظفين الى الخروج الى الشارع في مسيرات احتجاجية حاشدة على راسها اصلاح أنظمة التقاعد، ومن المتوقع حسب تصريح مصدر نقابي اكد فيه ل"العلم" لقاء رئيس الحكومة مع النقابات اليوم الثلاثاء 25 ابريل .. وخلال اول اجتماع له بالبرلمان الأسبوع الماضي وتلاوته للبرنامج الحكومي لم يشر العثماني الى أي مراجعة لهذا الإصلاح، بل على العكس اعلن عن عزم الحكومة رفع الدعم عن غاز البوتان والسكر والدقيق، وهو ما اغضب النقابات واعلانها تشكيل لجان خاصة بكل قطاع، لتدارس مواقفها وأيضا برامجها النضالية، مؤكدة تشبثها بمطالبها التي من ضمنها مراجعة اصلاح أنظمة التقاعد وغيرها من المطالب المتعلقة بالزيادة في الأجور وتنفيذ ما تبقى من اتفاق 26 ابريل 2011. من جانبها نظمت التنسيقية الوطنية لاسقاط خطة التقاعد الاحد 23 ابريل ندوة وطنية أعلنت من خلالها موقفها من البرنامج الحكومي الجديد الذي نسف أي امل في تغيير اصلاح انظمة التقاعد، مطالبة اللجنة النيابة التي أصدرت تقريرا عن الصندوق المغربي للتقاعد والذي كشفت فيه عن عجز هذا الصندوق تقنيا وليس ماليا، بمتابعة المسؤولين عن الفساد الإداري والمالي لهذا الصندوق قضائيا، وكذا ارجاع الدولة المغربية لما في دمتها من ديون لهذا الصندوق والتي تبلغ حسب احد المتدخلين 90 مليار درهم .. وتمهيدا لمرحلة انفراج في العلاقة بين النقابات والحكومة، بادر الوزير النقابي محمد يتيم في اجراء لقاءات تواصلية مع الفرقاء الاجتماعيين والاقتصاديين، حيث زار وزير الشغل والادماج المهني المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية والاتحاد العام لمقاولات المغرب وجامعة غرف الصناعة والتجارة والخدمات في مقراتها، وفي هذا الصدد التقى الخميس 19 ابريل كلا من نقابة الاتحاد المغربي للشغل برئاسة امينها العام الميلودي موخاريق، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي ترأس وفدها الكاتب العام للمنظمة نوبير الأموي، ثم الاتحاد العام لمقاولات المغرب برئاسة مريم بنصالح، كما عقد لقاءين مماثلين الجمعة 21 ابريل الأول مع الاتحاد العام للشغالين بالمغرب حيث ترأس وفد هذه المنظمة كافي الشراط، والثاني مع الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب التي ترأس وفدها الأمين العام عبد الاله الحلوطي. والتقى السبت وفد الفيدرالية الديمقراطية للشغل برئاسة الكاتب العام عبد الحميد فاتيحي. فيما طلبت المنظمة الديمقراطية للشغل تأجيل اللقاء معها إلى موعد لاحق لارتباطات سابقة. وعلى خلفية هذه اللقاءات ولقاء اليوم الثلاثاء وتصريحات كل من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ووزير الشغل والادماج المهني، لا يمكن التكهن بمصير الحوار الاجتماعي الذي تشير كل المؤشرات التي جاءت في البرنامج الحكومي، انه لن يختلف عن سابقه في عهد حكومة بنكيران، او قد يختلف وهذا ما سيكشف عنه اللقاء اليوم..