قبل أربع ساعات عن موعد انطلاق المقابلة بدأت الجماهير في إتجاه الملعب من مختلف الشوارع والأزقة المؤدية للمركب وهي تحمل الأعلام الحمراء المكتوب عليها اسم الوداد. القوات الأمنية هي الأخرى وقع انتشارها بجوانب المركب بداية من الساعة 12 زوالاً مع تركيز وجودها أمام الأبناك والمحلات التجارية والمؤسسات الكبرى. الجماهير الودادية المتحمسة التي كانت تعبر الطرق المؤدية للمركب وصل حبها للفريق الودادي إلى مطالبة المارة وجالسي المقاهي بالحضور للمقابلة لمؤازرة الحمراء. المقاهي بمختلف أرجاء الولاية تهيأت بدورها لاستقبال الراغبين في مشاهدة المقابلة عبر الشاشة عوض الملعب وقد إمتلأ الكثير منها عن آخره ساعتين قبل إنطلاقها. فريق الوداد عاد من معسكره بمدينة الجديدة مساء الجمعة للإلتحاق بأحد الفنادق التي أمضى بها الليل ويوم السبت حتى موعد اللقاء. جميع مكونات رجال الأمن كانت حاضرة من مسؤولين وضباط شرطة وراكبي الخيول وفرق التدخل السريع ومخازنية الى جانب رجال السلطة المحلية والمنتخبين. أبواب المركب فتحت حوالي 17 منها مما ساعد على تسهيل عملية الدخول والخروج لكن رغم ذلك سجلت بعض التسربات عبر القفز فوق السياجات المحيطة بفضاء المركب والمؤدية لداخله (؟؟) الفريقان نزلا إلى أرضية الملعب لاجراء العملية الاحمائية قبل 45 دقيقة من موعد انطلاق المقابلة وبقدر ما قوبل الفريق الودادي بالتصفيق الحار انهال الصفير على خصمه الصفاقسي، عملية الإحماء استغرقت 25 دقيقة. عرفت منصة الصحافة فوضى عارمة من جراء الاقبال عليها من غير الصحفيين الذين تسربوا إليها بمختلف الطرق مع وجود قاصرين وقاصرات يحتلون مقاعد الصحفيين الذين لم يجدوا مكانا للجلوس لمباشرة عملهم على أحسن وجه. عدد الصحفيين التونسيين الذين حضروا اللقاء (6) أربعة منهم للصحافة المكتوبة وواحد تلفزي وواحد إذاعي بالإضافة إلى ثلاثة مصورين مع الإشارة إلى أنهم قدموا إلى المغرب على نفقة أجهزتهم الاعلامية. طاقم تحكيم المقابلة تكون من الإمارتيين الدوليين فريد علي في الوسط بمساعدة درويش والجوطي على الجانبين والرابع محمد عبد الكريم أما مندوب المقابلة فهو الحكم الدولي السابق المصري جمال الغندور. رغم غياب المعلق الرياضي لراديو وتلفزيون العرب عصام الشوالي (التونسي الجنسية) عن المركب الا أن الصفير والإحتجاج من الجماهير الودادية كان علنيا في غيابه ردا على ما أبان عنه من تحيز خلال نقله لقاء الذهاب بتونس. حضر اللقاء إلى جانب الصحفيين المغاربة والتونسيين 25 صحفيا افريقيا أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي للصحفيين، إلا أنهم لم يتمكنوا من الجلوس بالمنصة التي امتلأت عن آخرها. مع ظهور الفريقين على أرضية الملعب حتى شكلت جماهير المنصة الجانبية لوحة فنية بديعة كتب عليها بالفرنسية بلون أحمر الوداد وعلى الجانبين نجمتين صفراوين. عدد مناصري فريق الصفاقسي الذين قدموا من تونس لم يتجاوز عددهم 250 مشجع، إلا أنهم ذابوا وسط الحشود الودادية ولم يظهروا أي حماس. رغم احترافية وما يجب أن يتصف به اللاعبون من روح رياضية فإن اللاعبين التونسيين أثناء اندفاعهم الكلي في الدقائق الأخيرة لم يخرجوا الكرة رغم تعرض اللاعب اللويسي لإصابة وسقوطه على الأرض مدة من الزمن. الأخطاء المسجلة في اللقاء بلغت 38 منها 28 لصالح الوداد و10 للتونسيين أما الزوايا فكانت الغلبة لصفاقس ب 7 مقابل 1 للوداد في حين وقع التونسيون 3 مرات في الشرود مقابل صفر للوداديين. الجمهور التونسي الذي رافق النادي الصفاقسي تم نقله من المركب عبر حافلات محروسة من رجال الأمن إلى الفندق الذي يقيم فيه رفقة الفريق. الحكم الإماراتي وجه 6 انذارات في اللقاء 4 للوداديين لمياغري ولبرازي وبيضوضان والمنقاري و 2 للتونسيين عصام مرداسي وأيمن عمر. الفرحة بالفوز امتدت إلى شوارع البيضاء التي عرفت إعلاء منبهات السيارات ورفع أعلام الوداد، وزغاريد بعض النساء المطلات من بعض العمارات.