* بقلم // محمد بلفتوح …. لا يخلو أي يوم في السنة إلا ويحمل إسما معينا، وطنيا أو عالميا، من قبيل اليوم العالمي للمرأة، وأيام المدرسة والبيئة والأمراض والشباب والطفولة والأمومة والتغذية والحب والشعر والسينما والرياضة والغابة والبحر والآثار والفن وقس على ذلك من التسميات، لأيام معلومة تُعنى بجميع الجوانب المرتبطة بحياة الإنسان على هذه الأرض، إلا أن الاحتفال بهذه الأيام يخيم عليه طابع المطالب والمتمنيات من خلال التظاهرات والندوات التي تبرز بوضوح عدم تحقيق المبتغى فالمرأة عندنا لا زالت تطالب بالمناصفة وحمايتها من العنف، والمدرسة هي الأخرى مازال شعار النجاح الذي رفعه المسؤولون بعيد المنال حتى الآن، وقطاع الصحة بدوره أمام تردي خدماته لم يجد حلا لمخاصمة المواطنين معه، وشبابنا العاطل حالته النفسية والمعنوية أكثر من قلقه أمام عجز الدوائر المعنية لإخراجه من عتمة بطالته، بتوفير فرص تشغيله من أجل عيش كريم، وأطفالنا لم يشعروا بعد ومعهم أسرهم بالقضاء على آفة اغتصابهم، ورياضتنا مازالت تعاني من معضلة الشغب بالملاعب، الذي حول ميادين التنافس فيها إلى فضاءات لمعارك ضارية ومحيطها إلى اعتداءات عن المواطنين، والملك العام وأنشطتنا الفنية مازالت تتخبط في قلة الإمكانيات المادية وبطالة الفنانين للنهوض بها لتحقيق الإكتفاء الذاتي وعدم البحث عن ممولين خارجيين. على أن الاحتفال بباقي الأيام في العديد من القطاعات لازال رهينا بالتذكير والتحسيس بواقعها الذي يتكرر الحديث عنه من سنة لأخرى دون الإدلاء بمعطيات تؤكد الوصول لنتائج ملموسة كما تشير إلى ذلك معطيات رقمية من المؤسسات الوطنية والدولية المعنية. بمعنى أن التذكير المقرون بهذه الأيام التي تعددت تسميتها مجرد ذر للرماد في الأعين ما دام أن الهوة تتسع من سنة لأخرى بين الواقع والمطلوب تحقيقه رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي الذي قال في إحدى قصائده اوما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخد الدنيا غلاباب أي الطريق مازال شاقا للوصول إلى المفهوم الحقيقي لهذه الأيام التي تحتفل بها دول العالم ومن ضمنها بلادنا.