أكادير تحيي الذكرى 57 لفاجعة الزلزال صيانة لذاكرة جماعية أليمة العلم الالكترونية: ووكالات صيانة لفصل أليم من تاريخها الحديث، تحتضن فضاءات مختلفة من مدينة أكادير فعاليات متنوعة لإحياء الذكرى 57 لفاجعة الزلزال الذي غير معالمها ذات يوم من 1960. وفي هذا الإطار، سطرت جمعية "ملتقى إزوران نوكادير" برنامجا تنشيطيا متنوعا ، يشمل فضاءات وأحياء مختلفة من مدينة الانبعاث، لاستحضار جوانب من ذاكرة جماعية وشمها زلزال ليلة 29 فبراير من سنة 1960. وستستهل هذه الأنشطة المنظمة إلى غاية 20 مارس القادم تحت شعار "رد الاعتبار للذاكرة الجماعية لاكادير مسؤولية للجميع"، بتنظيم وقفة ترحم على أرواح شهداء زلزال أكادير، وذلك بعد عصر اليوم الثلاثاء، في مقابر "إحشاش"، حيث من المقرر أن يشارك فيها على الخصوص إمام، وقس، وحاخام، تعبيرا عن أواصر التعايش والتسامح والتضامن التي عرفت بها أكادير. وسيشهد يوم فاتح مارس التوقيع على اتفاقية للتدبير المشترك لمعرض "ذاكرة أكادير"، بين كل من "ملتقى إزوران نوكادير" والجماعة الحضرية لأكادير، إلى جانب افتتاح معرض "ذاكرة أكادير "بتيمة جديدة تحمل عنوان:"مظاهر الهندسة المعمارية الحديثة بأكادير خلال فترة المندوبية السامية لإعادة بنا ء أكادير". كما ستعلن جمعية "ملتقى إزوران نوكادير" في اليوم نفسه عن إطلاق الدورة الثانية لمسابقة في التصوير الفوتوغرافي بعنوان "نوستالجيا الأمكنة، محفز لتثمين الذاكرة الجماعية لأكادير" والتي تشرف على تأطيرها الجمعية المغربية لهواة التصوير الفوتوغرافي. وتحضر الأفلام الوثائقية ضمن الأنشطة المخلدة للذكرى 57 لفاجعة زلزال أكادير، حيث سيتم بث شريط وثائقي عن "سينما سلام" بعنوان "سوليمانو" حيث تعتبر بناية هذه القاعة السينمائية ذات الشكل الهندسي المميز من بين البنايات التي نجت من كارثة الزلزال. وفي الشق المتعلق بالنقاشات المفتوحة في وجه عموم المهتمين، برمجت الجمعية مجموعة من اللقاءات الموزعة على فضاءات مختلفة بمدينة أكادير، حيث سيتم في هذا الإطار عقد لقاء لتبادل الآراء حول مواضيع تتعلق ب "إشكالية المشهد الحضري باكادير: المؤهلات والنقائص"، و"الطبيعة الزلزالية لموقع مجال أكادير: الإكراهات والتحديات"، إضافة إلى عرض وثائق غير منشورة عن تاريخ أكادير للباحث والإعلامي محمد شاطر، وتقديم مشروع هندسي لإعادة الاعتبار لقصبة "أكادير أوفلا" من طرف المهندسة شمس الضحى أوالقاضي، الحائزة على جائزة "هولشيم بيروت 2015". وفضلا عن ذلك، برمجت جمعية "ملتقى إزوران نوكادير" لقاءات أخرى ذات طبيعة ثقافية تشمل على الخصوص تقديم وقراءة صفحات من كتاب "إغلاق ميناء أكادير من طرف السلطان محمد بن عبد الله وتدعياته على سوس" للأستاذ عبد الله كيكر، وتقديم و قراءة في كتاب "ومضات من ذاكرة أنزا "لمؤلفه محمد احمد ازداك ، وقراءة في رواية "الحلم الضال" للأستاذ حسن أومولود. وتتضمن الأنشطة الفنية المبرمجة في إطار تخليد الذكرى 57 لفاجعة زلزال أكادير تنظيم أمسية تراثية بمقر متحف التراث الأمازيغي بأكادير، وتقديم شريط غنائي (كليب) حول قصبة "أكادير اوفلا" للإخوان مسير، من المجموعة الغنائية "لارياش". للتذكير، فإن أكادير شهدت ذات مساء رمضاني هزة أرضية ضربت المدينة يوم 29 فبراير من سنة 1960 على الساعة الحادية عشرة و 40 دقيقة، حيث بلغت قوة الرجة 7ر5 درجات على سلم ريشتر. وكانت 15 ثانية كافية لتودي بحياة 15 ألف قتيل، أي ما يعادل ثلث سكان المدينة وقتئذ، فضلا عن إصابة حوالي 25 ألف آخرين بجروح ، حيث شكل زلزال أكادير كارثة طبيعية لم يعرف المغرب مثيلا لها من حيث الخسائر التي خلفتها. ووصل دوي زلزال أكادير إلى المدن المجاورة ومن ضمنها مدن إنزكان، وتارودانت والصويرة، وحتى مراكش. إلا أن الهزة الأرضية لم تشكل أية خطورة سواء على الإنسان أو الممتلكات في هذه المدن. وتزامن هذا الزلزال مع ظرفية دقيقة في تاريخ المغرب الحديث، الذي شرع في إطلاق أوراش كبرى للبناء بعد فترة وجيزة من الحصول على الاستقلال، مما حذا بالبعض إلى اعتبار الخسارة الثقيلة لهذه الكارثة الطبيعية بمثابة عامل مشوش على جهاد التشييد والبناء الذي انخرط فيه المغرب. إلا أن الإرادة القوية للمغاربة المجندين وقتئذ وراء الملك المجاهد، محمد الخامس طيب الله ثراه، جعلت الشعب المغربي، الذي كان متعودا على مواجهة المحن والمصاعب، يرفع التحدي ويواجه بالتالي مصيره الحتمي المتمثل في ركوب مسلسل غير مسبوق من البناء الذي أظهر جانبا مشرقا من الشخصية المغربية الفذة.