وصل في وقت متأخر من مساء يوم الإثنين الماضي الى المغرب المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط السيد جورج ميتشل في جولة مغاربية وشرق أوسطية تبدأ من المغرب وتتواصل في الجزائر وتنتهي بالأراضي الفلسطينية. وكعادة المهمات الرسمية لم تعلن أية جهة جدول أعمال هذه الزيارة ولامضامينها، ولكن عادة أيضا ماتربط مثل هذه الزيارات بالأحداث والوقائع والتطورات التي تشهدها المنطقة. وفي هذا الصدد فإنه من المؤكد أن المبعوث الأمريكي سيجري اتصالات مع مسؤولين مغاربة في ضوء دعوة جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس الى اجتماع هذه اللجنة يوم 1 و 2 ماي بالمغرب، ومن الواضح أن المباحثات ستتطرق إلى الدور الهام الذي تقوم به هذه اللجنة لحماية القدس وفي تسريع عملية السلام في الشرق الأوسط التي قد تعرف انتكاسة بعد وصول رمز اليمين الاسرائيلي المتطرف إلى الحكم في الكيان الاسرائيلي. ولا يمكن استبعاد بحث آخر التطورات المتعلقة بقضية وحدتنا الترابية في المباحثات التي سيجريها المسؤول الأمريكي في الرباط ضمن أول لقاء رسمي بين المغرب والفريق الأمريكي الجديد. أما في الجزائر فقد يكون الهدف من زيارة المسؤول الأمريكي الجديد إليها يندرج في سياق محاصرة النيران التي التهبت في العلاقات بين البلدين بعد الموقف الأمريكي من الانتخابات الرئاسية في الجزائر الذي لم يكن ليروق المسؤولين الجزائريين،ومن الطبيعي أن تبعث الإدارة الأمريكية إطفائييها الى الجزائر التي تعتبر ثاني شريك اقتصادي لأمريكا في العالم العربي بعد المملكة العربية السعودية، ومن غير المستبعد أن تتطرق المباحثات هناك الى التطورات المرتبطة بقضية الصحراء بعد أيام قليلة من عرض تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي. ومن الجزائر يطير المبعوث الأمريكي في أولى جولاته الى الأراضي الفلسطينية حيث من المرتقب أن يجري مباحثات قد تكون ساخنة مع حكومة المحافظين في الكيان الاسرائيلي بقيادة ناتنياهو، حيث من المرتقب أن يلح المسؤول الأمريكي على قيام دولتين هناك.