حول صينية الشاي الأخضر المنعنع وطبق من «الرغايف» الشهية... جلسة فتحت شهية هؤلاء النسوة لاسترجاع حكايات وذكريات أيام زمان، فكانت هذه الثرثرة لتقييم أوضاع المرأة بين الأمس واليوم. اجتمعت النسوة تتسامرن... كنّ من أعمار مختلفة وأوضاع اجتماعية مختلفة.. فهناك العشرينية والثلاثينية والخمسينية والسبعينية والثمانينية... العازبة والمتزوجة والعجوز... ودار النقاش حول حياة المرأة بالأمس وحياتها اليوم، وحول أفضل وأهم اختراع قدمته التكنولوجيا للمرأة. إحدى السيدات وهي متزوجة ولها عائلة كبيرة قالت: برأيي أفضل وأهم اختراع تكنولوجي قُدّم للمرأة هو «ماكينة الصابون»، ما عليك إلا الضغط على الزر وأخذ قيلولة.. أما العشرينية الحالمة فقالت: أهم اختراع برأيي هو التلفزيون والموبايل لأنه معك دائما.. سيدة سبعينية، وهي أم لعدد كبير من الأولاد قالت: أهم اختراع برأيي هو وسائل منع الحمل التي لم تكن على زماني للأسف الشديد، فها أنا خسرت صحتي من الإنجاب المتكرر... أما الأم الثلاثينية فقالت: أحلى اختراع هو (فوط الأطفال) بدّليها وارميها... أما الخمسينية فقالت: أحلى اختراع هو عمليات التجميل، يعني «أصبح بإمكان المرأة أن تشفط وتنفخ وتكبر وتصغر وتصبغ شعرها وتضع المساحيق فتبدو أصغر سنا». إحدى الأمهات قالت: بالنسبة لي كأم أحلى اختراع هو الانترنت لأني أستطيع أن أرى ابنتي الوحيدة في الغربة وأتحدث معها لأطول وقت... وعندما سئلت أكبرهن سنا، امرأة في الثمانينيات، عن أحلى اختراع قدمته التكنولوجيا لها قالت ضاحكة: الوقت الحالي أحلى اختراع عندي «طقم أسناني» أستطيع أن «أتمتع بالأكل، و«وأغزز» اللوز والحمص المقلي وقد «أغزز» زوجي إذا ناوشني...؟. أما لو كنت شابة سأقول مثل حفيدتي: أحلى اختراع هو الموبايل.. فضحكت الفتاة وعانقتها قائلة: «مسكينة يا جدتي هزك الما». هكذا هي الحياة تطور دائم ينعكس إيجابا على وضع المرأة الذي أصبح اليوم أفضل منه بالأمس، ومع ذلك مازالت المرأة تطمح إلى الحياة الأفضل، حياة أكثر عدلا وأقل عنفا وأكثر صدقا وحباً. أشياء تعطيها العواطف والقلوب الملئى بالحب، وليس التكنولوجيا...!