أكدت كلارا ريبيروس، المحللة السياسية ومؤسسة مركز التفكير الكولومبي "سيبيلاتام"، المتخصص في تحليل القضايا السياسية، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي ستسهم في ازدهار وتنمية القارة السمراء. وقالت ريبيروس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "الأمر يتعلق بإنجاز هام للمغرب والذي يأتي كثمرة سنوات من العمل المكثف بالقارة الافريقية على المستويات الاقتصادية والديبلوماسية والتضامنية والتعاونية". وفي هذا السياق، أبرزت الاعلامية والخبيرة الكولومبية في العلاقات الدولية أن العديد من "المتابعين والمحللين سجلوا، ومعهم الحق في ذلك، الانتصار البين الذي حققه المغرب على مستوى القارة الافريقية"، مشيرة إلى أن "المغرب عاد إلى بيته، وبرهانات قوية، وهي عودة حظيت بترحيب سواء من قبل البلدان الافريقية أو من لدن شركاء المملكة الأساسيين من بينهم اسبانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية". وفي تقدير مؤسسة مركز التفكير الكولومبي "سيبيلاتام"، فإن هناك الكثير من الأسباب التي جعلت عودة المغرب إلى كنف الاتحاد الافريقي تكون محط ترحيب على نطاق واسع. وابرزت ربيروس، في هذا السياق، الدور الذي يضطلع به الملك محمد السادس في تقوية روابط التعاون بين البلدان الافريقية، مسجلة أن جلالته رسم أجندة مكثفة على مستوى القارة من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية، حيث أضحى المغرب أول مستثمر بغرب افريقيا وثاني مستثمر على مستوى القارة ككل. وتابعت الخبيرة الكولومبية بالقول إن "الملك قام بأزيد من 40 زيارة لمختلف البلدان الافريقية وذلك منذ اعتلائه العرش"، مبرزة الاشعاع الذي يتمتع به المغرب بفضل "ملك شاب يواكب العصر وقريب من الشعب، وهو أمر في غاية الأهمية عاينته خلال زيارتي للمغرب وأيضا من خلال الأحداث التي شهدتها المملكة". وأضافت، من ناحية أخرى، أن "الملك يدرك جيدا أن العالم تغير ولذلك راهن على جعل المغرب أرض الحداثة والتسامح والاعتدال"، مسجلة في هذا السياق أن المملكة التي اختارت الاسلام الوسطي، تمثل حليفا رئيسيا بالنسبة لأوروبا في مكافحة الارهاب والتطرف الديني. وبخصوص آفاق العلاقات بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية، أعربت المحللة السياسية الكولومبية عن أسفها لكون الوضع الحالي لا يرقى لمستوى التطلعات، معربة عن أملها في أن تسمح عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي بأن تضطلع المملكة بدور بارز في التقريب بين القارتين، اللتين لا يوجد بينهما، برأيها، اندماج حقيقي خاصة وانه طيلة سنوات لم تعط الخطابات ولا إعلانات النوايا أكلها، إذ مازالت المبادلات الاقتصادية والثقافية دون المستوى المطلوب".