يحلم دائما أن يسمع صوته على خشبة المسرح، هو العاشق لهذا الفن الجميل، ويقول دائما: في المسرح أكون أولا أكون....، التقيناه مؤخرا في مهرجان تطوان السينمائي فتحدث لنا عن البدايات الاولى، وعن المسرح المغربي والسينما. ************** كيف كانت البدايات؟ اشتغلت في البداية مع جمعية العمل المسرحي، وقمنا بعدد من العروض المسرحية، إلا أن طبيعة الاطار، لم تكن تهتم بما هو فني كثيرا، بحكم التوجهات في تلك اللحظة، وعندها جاءت فكرة تأسيس إطار خاص بنا، وتحقق ذلك لسنة 1998، أطلقنا عليه فرقة أبينوم، والذي كان يسيره مجموعة من الشباب. كان أول عمل أدخل الفرقة الى عالم الاحتراف هو عرض «ياموجة غني» للكاتب المسرحي «الزبير بن بوشتى» والاخراج كان من توقيع الفنان «محمد اضرضور» واعتبر أن هذا العمل كان بمثابة الانطلاقة الحقيقية للفرقة. ماهو سر نجاح الفرقة والاستمرار في الاشتغال كل هذه السنوات؟ السر في نظري الخاص هو الانسجام بين أعضاء الفرقة والمدة الطويلة التي قضيناها مع بعضنا ساهمت في خلق الروح الجماعية والغيرة على هذا الفن الراقي كما لا أنسى نكران الذات والصدق في العمل الذي يتحلى بها أغلب أفراد الفرقة. هل يمكن أن تتكلم لنا عن مشروع الفرقة؟ في البداية كانت الفرقة تشتغل على أي موضوع، وحاولنا ما أمكن في السنوات الأخيرة استرجاع في اعمالنا تاريخ المدينة، ومن هنا أصبح هو المشروع الحقيقي لنا، إن عرض «ياموجة غني» كان نقطة تحول في بداية مسارنا، ومنها اكتسبنا القوة، وراهنا على تحقيق العديد من الطموحات الفنية واستطعنا أن نرسم استراتيجية خاصة بالفرقة، ألا وهو الاشتغال على مفهوم البيوميكانيك وهذا أحد أسس القوة التي اعتمدناها. شاركت في عرض «مذكرات شيطانية» بالاردن، هل يمكن أن تعطينا نظرة عن المسرح المغربي في الوطن العربي؟ بالنسبة لي، ليس هناك فرق كبير فالمسرح العربي «مسقي من مغرفة وحدة» وجل العروض في المهرجان كانت عادية، بعد العرض الذي قمنا به تفاجأ الجميع، لأن لديهم فكرة مسبقة عن المسرح المغربي، ذلك أن أغلب العروض التي كانت تشارك ذات طابع تجاري ويطغى عليها التهريج، بعد نهاية العرض، جمعتنا الصدفة مع المسرحية والناقدة «مجدي القصب» وقالت لي حرفيا «والله لقد علمتمونا المسرح، وسأعيد نظرتي في الدكتوراه التي أنا بصدد تحضيرها عن المسرح المغربي». هل يمكن أن تتحدث لنا عن تجربتك في التلفزيون والسينما؟ كان أول عمل لي في التلفزيون مع الاخوة السوريين، في مسلسل «ربيع قرطبة» وكان لي دور صغير لكني استفدت منه كثيرا، واستمتعت أكثر لكوني أعشق التمثيل باللغة العربية وشاركت في أول عمل سينمائي مع المخرجة «طالع حديد» في فيلمها القصير الذي حصل بطنجة على جائزة التمثيل ولجنة التحكيم، وفي الافلام السينمائية الطويلة لعبت دورا في فيلم «بحيرتان من الدموع» للمخرج أحمد حسن وفيلم «زمن الرفاق» للمخرج الشاب الشريف طريبق كما لعبت في مسلسل «الغريب» لمخرجته ليلى التريكي الذي سيخرج الى الوجود قريبا. هل هذا يعني أنك بدأت تبتعد عن المسرح؟ أبدا، أنا أولا ممثل مسرحي، وحبي كله له، إنه الهواء الذي أتنفسه ، وبعده تأتي السينما والتلفزيون. كيف ترى وضعية الفنان المغربي؟ اراه في وضعية مزرية، ويحتاج الى الرعاية الكاملة، واعطائه القيمة التي يستحقها، ولا يمكن أن تسير الفنون جميعا، بدون أن يكون الفنان في وضعية مريحة وآمنة. ما الذي أضافته لك مدينة شفشاون؟ هذه المدينة الصغيرة والتاريخية والشاعرية زرعت في داخلي الحب للفن، ولا أتصور نفسي أعيش خارج فضاء «وطا الحمام» أو «رأس الماء»، لأن شفشاون لها وقع خاص في نفسي وقيمة مضافة في مسار حياتي. وكل ما أتمناه هو أن تفك العزلة عن المسرح وتغيب المركزية، فليست الرباط أو الدارالبيضاء هي التي فيها المسرح أو السينما، بل يجب اعطاء الفرصة للجيل الجديد ومنحه الكلمة.