المناسبة شرط: ياشافي يا معافي… * بقلم // محمد بلفتوح كثيرة هي التحقيقات والبرامج الكاشفة عن الحقائق التي نشاهدها من حين لآخر عبر القنوات الفضائية التلفزيونية الغربية على وجه الخصوص، والتي تتحدث بجرأة عن تفاصيل ودقة عملية تصرف المسؤولين السلطويين في المال العام أثناء ممارستهم للمسؤولية، بدءًا من الأجور الشهرية إلى ملكية السكن والسيارة، ومرورًا بمستوى العيش والتحرك والسفريات التي تتطلب الإنفاق الكثير، وانتهاء بالهدايا المقدمة ودواعي تقديمها، من الأحق بالاحتفاظ بها؛ الشخص الذي قدمت له، أم مؤسسة الإدارة التي كان يعمل بها، وما إلى ذلك من النبش في مسيرة هؤلاء السلطويين. ولعل برامج من هذا القبيل الهدف منها هو إحقاق للحق لإشباع فضول مواطني بلدان هذه الفضائيات، وتجسيد مفهوم الديمقراطية الحقة، ومن جهة ثانية بالنسبة للبلدان الأخرى بعث رسالة لإيقاظ وعي مواطنيها والذين لم يعتادوا نوعية برامج من هذا القبيل التي يمكن أن يقفوا فيها على الطرق التي يُصرف بها المال العام المحصل من ضرائبهم، والمكوسات والإتاوات والذعائر المختلفة المفروضة عليهم، وما إلى ذلك من الرسوم الإدارية مختلفة التسميات. لست أدري هل أسمح لنفسي والكثير قد يشاطرني الرأي السؤال متى يأتي يوم تنجز برامج من هذا القبيل بقنواتنا التلفزية على غرار ما نشاهده عند الغير، حيث الكلام مباح لإجلاء الحقائق كاملة مكمولة، لن أسبق الأحداث فقد يأتي زمن يمكن فيه تحقيق هذا الأمل، أما في زمننا الحالي فما دام السماح والتسامح ورفع شعار عفا الله عما سلف هي السائدة، فلا يمكننا أن نتحدث عن العابثين، بل ننهج لغة الصمت من منطلق كم من حاجة قضيناها بالسكوت عنها، فمتى يشفينا الله من هذه اللغة التي إن استمرت ستتحول إلى داء يصعب استئصال جذوره. نهاية الكلام ياشافي يا معافي.