استضافت لندن قمة قادة مجموعة العشرين, في محاولة لايجاد حلول للازمة الاقتصادية العالمية مع استمرار بعض الخلافات. وجرت تظاهرات في عدة أماكن وسط لندن, ولا سيما امام مصرف ""ار بي اس"" ، الذي تحطمت عدد من واجهاته ، وكذا امام مصرف انجلترا. واوقفت الشرطة عشرات الاشخاص, فيما قتل متظاهر ، حسب ما اعلنت الاجهزة الطبية في لندن. وتمثل مجموعة الدول العشرين, 80 في المائة من الثروات العالمية . وقد جاءت القمة من أجل ايجاد السبل للخروج من اسوأ ازمة اقتصادية عالمية منذ ثلاثينيات القرن الماضي. ومن المفترض أن تصدر التزامات على عدة جبهات, على رأسها ارادة مشتركة من الدول لبذل كل ما في وسعها للخروج من الازمة ، وتعزيز الضوابط المالية لتجنب تكرار الازمة. ويفترض أن تتعهد الدول بزيادة المساعدات للمؤسسات المالية الدولية, مثل صندوق النقد الدولي, الموجهة خصوصا إلى الدول الأكثر فقرا, والتشديد على ضرورة عدم الوقوع في الحمائية. ومع أن هذا النوع من الاجتماعات الدولية يكون توافقيا عادة, فقد انفردت فرنسا والمانيا بموقفهما عن الدول الاخرى ، بالتشديد على ضرورة احراز نتائج ""ملموسة"" ، مثل إلغاء ""الجنات الضريبية"". وحاول الرئيس الامريكي باراك أوباما, الذي بدأ في لندن اول جولة له في اوروبا منذ انتخابه, تهدئة النقاش, معتبرا أن لدى الدول ""مسؤولية تنسيق تحركاتها، والتركيز على النقاط المشتركة ، وليس على اختلافات دورية"". ووافق أوباما ، كما ترغب اوروبا, على ترك كل دولة تقرر خطط النهوض الخاصة بها, في حين كانت الولاياتالمتحدة ترغب في التزام مشترك, مشددا في الوقت ذاته على أن بلاده ""لا يمكنها أن تكون محرك النمو العالمي الوحيد"". من ناحية أخرى ، قتل متظاهر قرب مقر مصرف انجلترا . كما أصيب عدة اشخاص بجروح في مواجهات مع متظاهرين تم احتواؤهم بطوق أمني فرضته الشرطة, التي وقفت وراء حواجز قرب مصرف انجلترا. وتم تنظيم تظاهرات جديدة في محيط مركز المؤتمرات ، الواقع في شرق لندن, حيث عقدت القمة وسط اجراءات امنية مشددة. وتجدر الإشارة إلى أن التوقعات تنذر بأن الاقتصاد العالمي سيسجل هذه السنة أول انكماش معمم يشهده منذ1945 , بالتزامن مع ارتفاع كبير في معدلات البطالة.