دعا المشاركون في ندوة نظمت يوم الاثنين ببروكسل، الاتحاد الاوروبي إلى دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي, باعتبارها «»الحل الواقعي الوحيد والقابل للتحقيق»» لقضية الصحراء. وقد نظمت هذه الندوة من قبل اللجنة الخاصة المكلفة بالصحراء المغربية بأوروبا، حول موضوع «الرؤى والواقع الحالي بالصحراء المغربية». وأكد الدكتور هيباتو ماء العينين العبادلة عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية, خلال هذا اللقاء, «نود اليوم نقل رسالة إلى الاتحاد الأوروبي، لكي يدعم الحل القائم على العقل والمستقبل, والمتمثل في الحكم الذاتي الجهوي». وأشار إلى أن « المغرب قد تقدم بحل شجاع يضمن لسكان الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا, في ما يتعلق بتدبير شؤونهم على شاكلة الديمقراطيات الأوروبية الكبرى»، مذكرا بأن مجلس الأمن قد أعرب عن ارتياحه إزاء هذه المبادرة الجادة وذات المصداقية. وأبرز السيد العبادلة أن المغرب باختياره لسياسة الجهوية المتقدمة لتعزيز مكتسباته الديمقراطية, وإشراكه للسكان في تدبير شؤونهم، قد قدم درسا في الشجاعة ومثالا في الديمقراطية والحرية. وبعد أن استعرض الجوانب التاريخية لمنطقة الصحراء، ومرتكزات (الدولة -الأمة) للمملكة, ذكر السيد العبادلة بالكفاح الذي خاضه سكان المنطقة لتحرير المغرب من الاستعمار «وهو كفاح تم في إطار التحام تام مع العرش العلوي المجيد » . وأكد أن تشبث سكان الأقاليم الجنوبية بمغربية الصحراء، يستمد جوهره من الأسس التاريخية (للدولة -الأمة) ومن الروابط العريقة التي جمعت على الدوام هؤلاء السكان مع الدولة المغربية عبر التاريخ. كما أبرز السيد العبادلة مناخ الحرية والديمقراطية الذي يعم المغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والأوراش الكبرى للإصلاحات المفتوحة في كل المجالات, مما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين الأمم. ودعا بهذا الصدد الاتحاد الاوروبي إلى دعم المغرب في مسيرته نحو التقدم، وكل مبادراته بغية تعزيز مكتسباته الديمقراطية وتنميته الاقتصادية. وقال إنه لمن مصلحة الاتحاد الأوروبي أن يكون له شريك قوي وديناميكي في المنطقة. ودعا السيد العبادلة، بعد ذلك، الجزائر إلى تحمل كامل مسؤولياتها بخصوص وضعية السكان المحتجزين بمخيمات تندوف, مشيرا في هذا السياق إلى المعاناة التي تكبدها هو نفسه عندما كان شقيقه محتجزا من قبل الجزائريين في منطقة ورغلة. وقال «أطالبهم (الجزائريون) بالكف عن عرقلة المسيرة التنموية للمغرب العربي وكذا التوقف عن إفشال أي مبادرة لبناء مستقبلنا المشترك». من جهته دعا ممثل اللجنة الخاصة المكلفة بالصحراء المغربية بأوروبا، السيد حسن بنحمو, الاتحاد الاوروبي إلى التدخل لوضع حد لمعاناة السكان المحتجزين بتندوف, واستنكار تحويل المساعدات الإنسانية من قبل «البوليساريو» عن وجهتها. كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى الضغط على الجزائر«المسؤولة الرئيسية عن هذه المأساة الإنسانية»، من أجل «احترام مبادىء القانون الدولي الإنساني وإطلاق سراح الأشخاص الأبرياء الذين تحتجزهم فوق أراضيها».