*قلة النوم وهشاشة العظام والوراثة عوامل ترفع من المخاطر * العلم: الرباط – سمير زرادي تنصب حملات التحسيس في الفترة الأخيرة على بعض التهديدات الصحية الخطيرة، والتي تحدق بالمرأة المغربية من قبيل سرطان الثدي والسكري، وقد انضاف إلى هذا الهاجس، التخوف من داء السيدا والذي كشف معطيات حوله أن نصف حاملي الفيروس لايعرفون أنهم كذلك، مايحتم إجراء الفحوصات وأخذ الاحتياطات اللازمة. بالنسبة لسرطان الثدي فإن حملات الكشف تستهدف من هن في سن 45 إلى 69 سنة، أما سرطان عنق الرحم فيهم البالغات 30 إلى 49 سنة، حيث يمثلان تهديدا حقيقيا بسبب انتشارهما (حوالي 36 في المائة و13 في المائة تباعا)، بحيث يستهدف مايقارب 15 ألف امرأة مغربية سنويا. وفي الآونة الأخيرة، انضاف جدل آخر حول المهددات الصحية التي تحيط بالمرأة بشكل عام، ويتمثل في الإصابة بالنوبات القلبية والجلطة القلبية – هذا النقاش كان وراءه وفاة ممثلة أمريكية أدت دورا بطوليا في السلسلة الشهيرة احرب النجومب حيث أصابتها نوبة قلبية مفاجئة وهي على متن طائرة تربط بين لندن ونيويورك، ولم يمهلها الأجل المحتوم أكثر من أربعة أيام، مادفع إلى دق ناقوس الخطر واستفسار الأطباء حول هذا التهديد الذي تواجهه النساء في سن 60 سنة أو أقل. المعطيات الإحصائية تفيد أن السرطان لايقتل الكثير من النساء، لكن بالنسبة للأمراض القلبية والشرايين، فإن واحدة من أصل ثلاث نساء تعيش بهذه الأدواء دون علمهن، وهذا المعطى يخص المجتمع الأمريكي وقد ينسحب على مجتمعات أخرى. وهذا ما يضع الوفيات بسبب أمراض القلب والذبحة الصدرية في المرتبة الأولى، فخلال كل دقيقة. تتوقف حياة امرأة أمريكية بسبب نوبة قلبية أو سكتة قلبية مفاجئة، والفارق بينهما أن الأولى تحدث بسبب انسداد شريان وعدم استمرار تدفق الدم، والثانية بسبب توقف عملية الضخ والخفقان. وتضيف الدراسات في هذا الصدد والتي ينبغي الانتباه إلى تفاصيلها أنه في ثلثي الحالات من الوفيات لم تسبق فيها إنذارات أو أعراض، وتبقى الأسباب مجهولة باستثناء أن خطر الإصابة بالنوبات يصبح وشيكا بعد عشر سنوات من انقطاع الحيض أوما يشاع بسن اليأس. وماقد يشكل منبها بالنسبة للأخصائيين هو التغير في التنفس وضيقه وضربات قوية للنبض القلبي ، وآلام في الصدر وإذا كانت نسبة الإصابة بأمراض القلب عالية كلما تقدم العمر، سن النساء، فإن معدل التحكم في الأخطار بدوره كبير، ويكمن معظمه في الوقاية: عدم التدخين، التمرين الرياضي المنتظم، الأكل الصحي والمتوازن، والتحكم في الوزن كأحد عوامل ارتفاع الكولسترول. لذا فإن تفادي الإصابة بالأمراض القلبية حسب الخبراء يظل رهينا بمراقبة الضغط الدموي وإبقائه في المستويات المقبولة، والابتعاد عن دوافع القلق والتوتر والاكتئاب، ومراقبة نسبة السكر في الدم كلما كانت السن متقدمة، على اعتبار أن الخلل في إنتاج الأنسولين، يفتح المجال للمواد الدهنية بتدمير الأنسجة الدموية ورفع معدل المخاطر والإصابة بالسكري. أما الكولسترول فإنه يبني حواجز أمام تدفق الدم، ويحول دون دورته الطبيعية في الجسم عبر الشرايين. موازاة مع كل هذا، فإن الأخصائيين يقدمون معلومات إضافية لرفع مستوى التحسيس بخطر الأمراض القلبية والنوبات، مشيرين إلى انقطاع الحيض قبل سن الخمسين، وهشاشة العظام والروماتيزم أو داء المفاصيل وتعقيدات الحمل، والولادة المبكرة (الخدج). ويضيف الخبراء في الاتجاه نفسه أن النساء المصابات بالاكتئاب الحاد أو اللواتي يقضين أقل من ست ساعات في النوم يضاعفن خطر الإصابة بأمراض القلب. كما يمكن إدراج عامل الوراثة بنسبة 20 في المائة، مايحتم المتابعة الطبية إذا ما كان أحد الوالدين أو الإخوة قد توفي مبكرا بسكتة قلبية. وبالنسبة للأعراض أو الإنذارات، يذكر الأخصائيون آلام الرقبة أو الفك، الكتف أو الذراع الأيمن، الإحساس بالعياء أو الدوائر أو القيء أو التعرق الشديد. أما بالنسبة لمرض سرطان الثدي والذي تركز عليه حملات التحسيس في هذه الآونة ببلادنا، فإن الخبراء يعزون المسببات إلى الافراط في تناول موانع الحمل عبر الفم واستخدام هرمون الاستروجين أو البروجسترون، والإصابة بالسمنة المفرطة، والطعام الغني بالدسم وتناول الكحول، والتلوث البيئي. ومن ضمن العوامل المضادة للداء هناك الرضاعة الطبيعية وممارسة منتظمة للرياضة وتجنب الإرهاق وتغذية تعتمد على السمك والفواكه والخضر. إلى أي مدى تهدد أمراض القلب والنوبات المغربيات؟