سلا: عبد الله الشرقاوي بعد حالات الاستنفار الأمني التي شهدتها محكمة سلا على إثر استقدام الأسلحة في ملف خلية عبد القادر بليرج والمناقشات والمشاحنات الحادة حول شكلية الحجز على امتداد جلستين أمام الغرفة الجنائية المكلفة بقضايا مكافحة الارهاب انتهى هذا الشوط مساء الخميس بإلقاء المتهمين المعتقلين نظرة عابرة على الأسلحة المنشورة فوق ثلاث طاولات مسيجة بحاجز حديدي ومحروسة من طرف ستة عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. وأوضح المتهم عبد القادر بليرج بعد المناداة عليه ومطالبته بمعاينة الأسلحة أنه لايفهم شيئا ولايرى شيئا أمام رغبته في الحديث، إلا أن رئيس المحكمة طلب منه معاينة الأسلحة، وغادر قفص الاتهام بابتسامة عريضة، بينما امتنع متهمون آخرون عن النظر في الأسلحة بقولهم: «منشوفش فيها» ونفى البعض الآخر علاقته بها، حيث صرح أحدهم أنه لم يسبق له ان رآها بالعين المجردة. أما المتهم بختي فمثل أمام الهيئة معصوب العينين في إشارة إلى الوضعية التي كان عليها أثناء اعتقاله مشيرا إلى تعرضه للتعذيب، في حين أبرز المعتصم والمرواني من داخل القفص الزجاجي بعيدا عن هيئة الحكم أن المحجوز لايستوفي الإجراءات القانونية وأنهما غير معنيان به لا من قريب ولا من بعيد، وأضاف المرواني «لا أعرف من أين أتت هذه الاشياء «الأسلحة» ولماذا تعرض علي وأين هي محجوزات الكتب والحاسوب»؟ أما المتهم الركالة فأوضح انه يعاين أشياء تقول المحكمة إنها أسلحة، كما رفض متهم آخر المعاينة وطلب دفاعه في قراءة محضر الحجز على موكله، وهو ما تم رفضه من طرف رئيس الجلسة الذي كان يؤكد أن المطلوب من المتهمين معاينة الأسلحة فقط إلى غاية المناقشة. وقد عرفت هذه الجلسة توترا رفعت على إثره مرتين بسبب الجدال الذي انصب حول الأسلحة وشكليات عرض المحجوز المودع بثكنة عسكرية بالدار البيضاء، والذي طالب الدفاع بإبقائه في المحكمة إلى غاية مناقشة موضوع النازلة، باعتباره وسيلة حاسمة في الملف، ويتعين خضوعها لشكليات مسطرية. ولوحظ أن المتهمين المتمتعَيْن بالسراح المؤقت لم تعرض عليهما الأسلحة على غرار 33 متهما معتقلا. وشوهد آخر المتهمين المعتقلين نحو باب قاعة الجلسة بعد مغادرته قفص الاتهام، إلا أن أحد رجال الأمن أرجعه إلى القفص الزجاجي كما أن محفظة ضخمة كانت موضوعة فوق أحد الكراسي ببهو المحكمة أثارت فضول رجال الأمن والصحفيين خاصة أن بناية هذه المحكمة غير مؤمنة، والتي تعرف تعزيزات أمنية في بعض المحاكمات. وقد واصلت غرفة الجنايات صباح الجمعة مناقشة هذه النازلة دون إحضار الأسلحة المحجوزة.