أظهرت دراسة أجريت على قطاع الحوامض بالمغرب ما بين سنة 2006 والربع الأول من سنة 2007 أن المساحات المزروعة بالحوامض بالمغرب تصل الى 81 الف هكتار، وأفادت الدراسة أيضا أن 27 في المائة من مجموع هذه الاشجار يفوق عمرها 34 سنة، في حين ان 51 في المائة من هذه البساتين مازالت تستعمل وسائل الري التقليدية المعتمدة على الغمر، وهي وسيلة تبذر كميات كبيرة من المياه وقد شهدت المساحات المزروعة تراجعا ملحوظا بعد اندثار تلك التي تركها المعمرون الاجانب، ولا يتوقع الاختصاصيون أن تشهد المساحات المزروعة تطورا كبيرا رغم أن المغرب يراهن على تطوير الانتاج والرفع منه والزيادة في حجم الكميات الموجهة للتصدير في أفق سنة 2020 ، حيث من المتوقع بلوغ 850 ألف طن سنة 2010 ومضاعفتها خلال سنة 2020. وأفاد مصدر من قسم غراسة البساتين بوزارة الفلاحة ان هذه الأخيرة سطرت برنامجا طموحا يتوخى زيادة زراعة حوالي 50 ألف هكتار ليصل حجم المساحات المزروعة الى ما يقارب 105 الف هكتار في عضون 2020. ثلثاها لاعادة الهيكلة وتعويض الأشجار العجوز وكذا غرس أنواع جديدة لملاءمة السوق، بينما الثلث الباقي هو لغرس مساحات إضافية جديدة. وأكد المصدر المسؤول أن منطقة الغرب تعتبر من أهم المناطق المستهدفة بهذه العملية وذلك نظرا لملاءمة المناخ وتوفر المياه ووفرة الاراضي الصالحة تتبعها منطقة بني ملال. كما يهدف البرنامج الى اعتماد تقنيات السقي الحديثة المعتمدة على اقتصاد الماء.. وتواجه زراعة الحوامض في المغرب عدة تحديات أهمها شيخوخة الاشجار ثم تقلص المساحات المزروعة وندرة المياه لان هذه الزراعة تتوقف بالدرجة الاولى على السقي. واذا أخذنا كمثال جهة سوس ماسة درعة فإن امكانيات توسيع زراعة الحوامض بهذه المنطقة التي يوجد بها 44 في المائة من مساحات الحوامض (32 الف هكتار) فإن التوسع أصبح مستحيلا بسبب ندرة المياه، اما في بركان فان المساحات القابلة للزراعة محصورة جغرافيا ولا يمكنها أن تتوسع، وتبقى الامكانيات المتاحة هنا في الغرب والشمال. واذا كانت هذه التحديات تمثل هاجسا كبيرا لهذا القطاع فان مازاد من حدة المشاكل هو اكتشاف فيروس مخرب لضيعات البرتقال خاصة بسهل اللوكوس، وهو الفيروس الذي كان سببا في تلف آلاف الهكتارات في دول أمريكا اللاتينية وإسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية. ويتسبب هذا الفيروس حسب المختصين في اصفرار أوراق الأشجار وتوقف نموها. وقد تسرب هذا الفيروس إلى المغرب من اسبانيا وهو ما يؤكد انتشاره لحد الآن في شمال المغرب. ويخشى المراقبون أن ينتقل الى ضيعات باقي المناطق المغربية مما يهدد بكارثة فلاحية حقيقية إذا لم تتخذ الاجراءات اللازمة لمحاصرته والوقاية منه. وتنتقل هذه العدوى عن طريق الحشرات تعرف الخبراء المغاربة على ثلاثة منها. وأخطرها تلك التي يطلق عليها «سيتريسيدا» وبالاضافة الى هذه هناك نوع آخر من الحشرات جاء من آسيا وكانت احداها قد تسببت في اتلاف عدد كبير من ضيعات الطماطم. وإذا كانت السوق المحلية تستقطب 50 في المائة من انتاج الحوامض فإن المصدرين يراهنون على أسواق جديدة، بعد أن شهدت السوق الاروبية تراجعا وصل الى 30 في المائة من حجم صادرات المغرب من الحوامض بعد أن كان 60 في المائة، وكانت الأسواق التقليدية لصادرات المغرب هي فرنسا وهولندا وبلجيكا وبريطانيا قبل أن تتراجع هذه الأسواق، مما حذا بالمغرب الى البحث عن أسواق في أروبا الشرقية حيث أصبحت السوق الروسية مهمة. وتحذو المغرب حاليا رغبة في استرجاع مكانته في الأسواق التقليدية للاتحاد الاروبي.