ثاليف ديين/انتر بريس سيرفس أثارت التهكنات القوية، التي راجت مؤخرا حول إحتمال إنسحاب بعض دول أفريقيا، إن لم تكن كلها، من عضوية المحكمة الجنائية الدولية جراء مذكرتها بإعتقال رئيس السودان عمر البشير، موجة من المخاوف من خطر إنهيار شرعية هذه المحكمة التي لم تنضم لها الولاياتالمتحدة , والتي تركز حاليا علي القارة الإفريقية. فقد عقب مايكا راتنر، رئيس مركز الحقوق الدستورية في نيويورك، علي ما يتردد عن إنسحاب عدد من ال 30 دولة أفريقية أو كلها، الموقعة علي إتفاقية روما بتأسيس المحكمة، محذرا بأنه "من الصحيح القول بأن قرارا )أفريقيا( بالإنسحاب، لن يواتي المحكمة، لكنه ينبغي التذكير بأن الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول العظمي، هي أكثر من أضر بهذه المحكمة ونال من سلطتها". لقد أرسل عدم قرار الولاياتالمتحدة بعدم الإنضمام إلي المحكمة الجنائية الدولية، رسالة مفادها أنه المحكمة قادرة فقط علي التصرف ضد الدول الأضعف دون غيرها، وهو ما يوفر لهذه الأخيرة "عذرا للتشكيك في شرعية المحكمة، خاصة علي ضوء فشلها في التصرف ضد دول الغرب". وأضاف رانتر، أستاذ القانون المشارك بجامعة كولومبيا وأخصائي قضايا حقوق الإنسان، أنه طالما لم ينجح ) رئيس المحكمة( لويس مرينو أوكامبوس، في التصرف أيضا ضد منتهكي حقوق الإنسان من هذه الدول )الغربية(، فإن المحكمة ستواجه صعوبات جمة". وذكر الخبير الحقوقي، بالتحديد ، مثال ممارسة وكالة المخابرات الأمريكية عمليات تعذيب سرية )ضد متهمين بالإرهاب( في بولندا، "فأين المحكمة الجنائية الدولية من هذا؟س. هذا ويشار إلي أن العديد من المنظمات الحقوقية العالمية قد رحبت بقرار المحكمة بإصدار مذكرة الإعتقال في حق البشير. ومع ذلك، يذكر أيضا أن المحكمة لاحقت مؤخرا 13 متهما من أوغندا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جمهورية أفريقيا الوسطي والسودان، وكلها أفريقية، مما أثار تساؤلات علي ألسنة الأفارقة عن الأسباب الكامنة وراء التركيز علي قارتهم. يجيب المدافعون عن المحكمة، ومنهم صاحب جائزة نوبل، الأسقف ديزموند توتو، أن تنشيط تحريات المحكمة الجنائية الدولية لا يرجع إلي أحكام مسبقة ، بل لأن ثلاث دول أفريقية )أفريقيا الوسطي، أوغندا، الكونغو الديمقراطية( قد طلبت تدخل المحكمة. لكن دبلوماسي أفريقي صرح لوكالة انتر بريس سيرفس"ألا يوجد هناك مجرموا حرب في الويات المتحدة , وغرب أوروبا؟"... ... لقد لقي أكثر من مليون عراقي أغلبهم من المدنيين حتفهم منذ أن إحتلت الولاياتالمتحدة بلدهم ستة أعوام مضت، وقتلت قوات أمريكا وحلف شمال الأطلسي الآف المدنيين في أفغانستان فيما يسمونه أضرار عرضية، وقتلت إسرائيل أكثر من ألف مدني في غزة. وصرح السفير السوداني عبد المحمود عبد الحليم محمد، أن نظام العدالة هذا هو الذي شاهد تدمير العراق وأفغانستانوغزة دون أن يحرك ساكنا. الولاياتالمتحدة، كالسودان، ليست عضوا في المحكمة الدولية، لكنها تفاوضت علي ضمان الحصانة لجنودها، حتي إذا خدموا في صفوف بعثات السلام التابعة للأمم المتحدة. وأضاف أن الولاياتالمتحدة تريد إستخدام المحكمة الجنائية الدولية دون أن تكون عضوة فيها... الحصانة مكفولة للجنود الأمريكيين، لا لرئيس السودان.