تقارير وطنية ودولية ترسم صورة قاتمة عن التعليم والمجلس الأعلى للتعليم منشغل بما لا يجدي: أزيد من 200 مدرسة عمومية أغلقت أبوابها والاكتظاظ وصل إلى 70 تلميذ في القسم العلم: الرباط – يوسف الخيدر أقر عمر عزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم فشلت في تحقيق أهدافها، حيث لا زال ما وصفه ب»السلوكات اللامدنية»، منتشرة وسط المؤسسات التعليمية من قبيل عدم احترام السلط المؤسساتية، والإخلال بواجب الانضباط، والإضرار بالملك العمومي والبيئة، مع استمرار التحرش والعنف داخل فضاءات مؤسسات التربية والتكوين وفي محيطها القريب، وذلك في كلمته الافتتاحية خلال أشغال الدورة العاشرة للمجلس، بداية هذا الأسبوع. وحول نفس الموضوع، رسمت صحيفة «لوموند» الفرنسية، صورة قاتمة عن التعليم العمومي في المغرب، الذي اعتبرته يسير نحو الانقراض و»الإفلاس» لصالح التعليم الخصوصي، وذلك في مقال لها بعنوان «في المغرب انقراض المؤسسات التعليمية العمومية يسرع من وثيرة خوصصة التعليم»، حيث كشفت ذات الجريدة أن أزيد من 200 مؤسسة عمومية أغلقت أبوابها في المغرب منذ سنة 2008، من بينها 150 مدرسة ابتدائية بمدينتي الرباط، والدار البيضاء، ليتم تنقيل تلاميذها إلى مؤسسات أخرى بأقسام يصل عدد التلاميذ فيها إلى 70 تلميذا. وأفادت «لوموند»، أن عددا كبيرا من العائلات المغربية تخصص ما بين 30 و 40 في المائة من مداخيلها الهزيلة لتدريس أبنائها في المؤسسات الخاصة، مرجعة ذلك إلى الصورة «السلبية» التي تكونت عند عامة المواطنين حول التعليم العمومي، الذي يعاني من الهشاشة في البنيات التعليمية، واكتظاظ الفصول الدراسية، وتغيب الأساتذة، واستمرار مظاهر العنف المدرسي، وانعدام ظروف النظافة في المؤسسات، وتآكل المراحيض. في هذا السياق، أكد بيان صادر عن المكتب الوطني للشبيبة المدرسية توصلت «العلم» بنسخة منه، أن قطاع التعليم مازال يتخبط في مسلسل من التسيير العشوائي، مشيرا إلى أن أبرز مشكل طفا على السطح خلال هذه السنة هو النقص المهول في هيئة التدريس. كما انتقد بشدة مباراة توظيف 11 ألف أستاذ لسد الخصاص، معتبرا إياها خطة ارتجالية، تؤكد بالملموس النوايا الخفية لمن وصفهم البيان بمن يتحكمون في القرار السياسي المتعلق بهذا القطاع، فضلا عن اللوبيات التي وصفها ب»الانتهازية». وأدانت الشبيبة المدرسية، ما سمته بالقرارات التعسفية التي همت إغلاق العشرات من المؤسسات التعليمية، وكذا ارتفاع معدلات طرد التلاميذ المتعثرين. أمام هذه الصورة السوداوية، استنفر عمر عزيمان كل أعضاء مجلسه للعمل على ايجاد خطة استعجالية للخروج من هذه الورطة التي تتخبط فيها المنظومة التعليمية بالمغرب، داعيا كل الساهرين على قطاع التربية والتعليم ببلادنا إلى ترسيخ القيم المرتبطة بالديمقراطية، ولاسيما منها الحرية، والكرامة، والمساواة، والتضامن، واحترام الآخر، والحق في الاختلاف وفضائل المسؤولية والحوار، والتشاور، والمشاركة، والتعبئة المواطنة وإسهام المجتمع المدني، من أجل العمل الجماعي الهادف إلى ترسيخ مغرب المواطنة والديمقراطية و العدالة، والتقدم، والغائبة على مستوى الممارسة اليومية داخل المؤسسات التعليمية.