استنفرت وزارتا الصحة والفلاحة (الزراعة) في الجزائر، فرقا طبية وبيطرية في مدينة المنيعة (870 كلم جنوب العاصمة)، لحصار بؤرة لمرض إنفلونزا الطيور تم اكتشافه قبل أيام، وفق عاملين في قطاع الصحة. وقال عيسى حماد، طبيب من مدينة المنيعة للأناضول: "لقد شكلت السلطات الجزائرية مجموعات تضم أطباء وأطباء بيطريين ومختصين في علم الأوبئة للتعامل مع الأزمة ". فيما أشار قادير معمر، طبيب من المدينة نفسها، إلى أن "وزارة الصحة أعلنت عن مخطط طوارئ لحصار البؤرة التي تم كشفها قبل أيام". وأضاف في حديثه أن "وزارتي الصحة والفلاحة أوفدتا قبل أيام مجموعة من المختصين إلى المدينة من أجل التحقق من عدم انتقال المرض من الطيور المهاجرة إلى الطيور المحلية". من جانبه، قال طبيب بيطري من المنيعة وناشط بمجال البيئة: "بدأت القصة قبل حوالي أسبوعين تقريبا عندما اكتشف ناشطون من جمعية بيئية محلية عشرات الطيور النافقة قرب بحيرة سبخة المالح وهي بحيرة مالحة قريبة من المنيعة ومحطة للطيور المهاجرة". وتابع: "وقد اشتبه الناشطون في وجود سبب ما وراء وجود هذه الطيور التي كان عددها كبير وعلى الفور قاموا بمراسلة وزارة الصحة التي أوفدت مختصين بالتعاون مع وزارة الفلاحة للتأكد من سبب نفوق عدد كبير من الطيور". وأوضح أنه بعد التحقيق تبين يوم 5 نونبر الجاري أن أغلب الطيور أصيبت بالمرض وعلى الفور قررت السلطات تشكيل فرق تضم أطباء وبيطريين من أجل التأكد أولا من عدم انتقال المرض للطيور الداجنة المحلية خاصة وأن المنطقة زراعية. ولفت المتحدث إلى أنه "حتى الآن لا يبدو أن المرض انتقل إلى طيور برية محلية أو طيور داجنة إلا أن المخاوف ما زالت قائمة كون البحيرة هي محطة استراحة لملايين الطيور المهاجرة التي تهاجر في فصل الشتاء من أوروبا إلى إفريقيا في هذه المرحلة من السنة، وهو ما يعني أن الخطر ما يزال قائما". بدوره، قال طاهري عبد المنعم رئيس جمعية الصحة البيئة من مدينة المنيعة : "نعيش هذه الأيام في المنطقة حالة من الخوف بسبب أن السلطات ربما تكون قد تأخرت في كشف المرض".