يهدد التركيز الإيراني على الاستقطاب المذهبي شمال نيجيريا بتفجر موجة عنف بين المسلمين، وذلك بعد مواجهات بين مجموعات متنافسة سنية وشيعية في ذكرى عاشوراء. يأتي هذا في ظل حديث عن حرب بالوكالة بين إيران والسعودية شمال نيجيريا بواسطة الجمعيات والمنظمات المقرّبة من كليهما. وشهد شمال نيجيريا في ذكرى عاشوراء، موجة عنف في العديد من المحافظات، حيث هاجم سكان البعض من التجمّعات الحسينية في العديد من المدن حيث منعت السلطات الشيعة من تنظيم مواكب أحياء عاشوراء. ويقول مراقبون إن السكان المحليين بدأوا يشعرون بتوسع التأثير الإيراني بينهم، وخاصة مع نجاح طهران في بناء مساجد ومدارس دينية لأتباع المذهب الشيعي الذين استقطبتهم الحركة الإسلامية النيجيرية التي هي بمثابة حزب الله اللبناني، حتى أن قائدها إبراهيم يعقوب زكزاكي يقلد في خطبه أمين عام حزب الله حسن نصرالله، ويكنّى بنصرالله الأفريقي. ودفع الدعم الإيراني السخي الحركة الإسلامية النيجيرية إلى تحدّي الدولة، ومواجهتها بالقوة، فضلا عن استهداف خصومها السنة الذين لا يحصلون على دعم سخي مثلها من الخارج. ويأتي التركيز على نيجيريا ضمن خطة أشمل للتوسع في أفريقيا، وتستفيد إيران في ذلك من تراجع الجمعيات المدعومة من السعودية تحت وطأة الحرب على الإرهاب. ويقول بيتر فام، مدير مجموعة "أفريكا سانتر البحثية"، التابعة لمجموعة التفكير الأمريكية "أطلانتيك كاونسيل" إن إيران لا تكتفي بمعاركها المكشوفة في الشرق الأوسط لتقوية تمددها في المنطقة، بل وضعت خططا منفصلة لتثبيت هذا التمدد في أفريقيا ذات الثقل الاستراتيجي والجغرافي والكثافة السكانية العالية، والتي يمثّل فيها المسلمون ثقلا كبيرا. وظهرت الحركة الإسلامية النيجيرية في 1978 كحركة طلابية قبل أن تتحول إلى مجموعة ثورية تستلهم ثورة 1979 في إيران. ثم أصبحت الحركة شيعية في 1996، ما فاقم الضغينة المتبادلة مع السلفيين بمن فيهم جماعة "إزالة".