أكد مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، السيد عبد المجيد فاضل، ، أن احتفاء المغرب، لأول مرة وبشكل رسمي، باليوم العالمي للحق في الولوج للمعلومات يشكل مناسبة سانحة لتسليط الضوء على العلاقة الجدلية بين الارتقاء بمجتمع المعرفة والولوج إلى المعلومات. وأوضح السيد فاضل، في لقاء نظم بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للحق في الولوج للمعلومات، من قبل مكتب اليونيسكو بالرباط بشراكة مع اللجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة وبدعم من وزارة الاتصال، أن المسار التشريعي الذي انخرط فيه المغرب بهدف تنزيل الحق في الولوج إلى المعلومة المنصوص عليه في الدستور يعتبر خطوة إيجابية من شأنها استكمال الصرح المنشود المتعلق بدولة الحق والقانون. وأضاف أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لفتح نقاش تربوي حول اهداف هذا اليوم وابعاده وكيفية انخراط المغرب ضمن السياق العالمي من أجل ترسيخ الشفافية وتطوير مجتمع الاعلام والمعرفة، مذكرا بأن المغرب يخلد هذا اليوم العالمي في 28 شتنبر من كل سنة. من جانبه، أكد نائب الكاتب العام للجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة، السيد محمد بن عبد القادر، أن الاحتفاء بهذا اليوم، تبعا لمقترح تقدمت به ثلاث دول من بينها المغرب، يمثل فرصة لإبراز قيم الحق في الحصول على المعلومات وصلته الوثيقة بحرية التعبير وجودة الحكامة، مبرزا أن الولوج إلى المعلومات يحدد بشكل كبير درجة الانفتاح والشفافية داخل المجتمعات. واعتبر أن المغرب شهد على مدى الولاية التشريعية السابقة للحكومة نقاشا عموميا واسعا حول آليات الولوج إلى المعلومة، مشيرا إلى أن القانون المتعلق بهذا الحق مطروح حاليا على أنظار مجلس المستشارين في أفق المصادقة عليه. وأبرز أن احتفاء المغرب بهذا اليوم في دورته الأولى يكتسي صبغة تربوية تتيح التواصل اللازم حول المبادئ العالمية والمفاهيم الأساسية ذات الصلة. وشدد، استنادا إلى رسالة المديرة العامة لليونيسكو، السيد إيرينا بوكوفا، على أن التمكن من الحصول على المعلومات وحق الانتفاع بها يندرج ضمن الحقوق الأساسية وخصائص الطبيعة البشرية ويعتبر من الأركان الرئيسية لبناء المجتمعات ونشر ثقافة الحوار وفرض سيادة القانون. أما السيد أندريا كيرولا المستشار في التواصل والإعلام بمكتب اليونيسكو بالرباط، فقد أشار، من جانبه، إلى أن الاحتفاء بهذا اليوم يروم بالأساس ترسيخ قيم الحوار والشفافية والحكامة الرشيدة والمواطنة، موضحا أن المغرب اضطلع بدور رائد في إرساء هذا اليوم العالمي خلال المؤتمر العام الاخير لمنظمة اليونيسكو، على اعتبار أنه كان من أوائل الموقعين على إرساء هذه المبادرة. واعتبر أن الوصول الى المعلومات جزء لا يتجزأ من الحق الاساسي في حرية التعبير المعترف بها بموجب الاعلان العالمي لحقوق الانسان، مبرزا أن الحق في الوصول الى المعلومات يعكس المبدأ الأساسي الذي يكرس فرضية أن جميع المعلومات التي تتوفر عليها الحكومات والمؤسسات هي من حيث المبدأ العام حق أساسي للتعبير عن الرأي ومشاركة المواطنين في تدبير قضايا المجتمع المدني، بما يتيح لكل فرد المشاركة في إدارة الشؤون العامة ويدعم الحكامة. وأبرز أن حق الوصول إلى المعلومات حظي خلال العقد الأخير باهتمام كبير من قبل الدول، لافتا إلى أن أكثر من 94 دولة أقرت تشريعات حول هذا الحق وأن هذه المنظمة الأممية ستواصل مواكبتها لكل الانشطة التحسيسية للدول الأعضاء بهدف تكريس الاعتراف بآليات الحق في الولوج إلى المعلومة، لاسيما تلك التي تكون بحوزة مؤسسات عمومية.