الحق في الوصول إلى المعلومة كحق أساسي يكرس دولة الحق والقانون ويرسخ حرية التعبير وجودة الحكامة. إنها الرسالة البيداغوجية الأساس، التي يتمحور حولها الاحتفال الوطني باليوم العالمي للحق في الحصول على المعلومات، الذي يستهدف التواصل حول المبادئ العالم والمفاهيم الأساسية ذات الصلة بالموضوع. وفي هذا السياق، نظم المعهد العالي للإعلام والصحافة، الثلاثاء 25 أكتوبر 2016، وذلك بعد مرور ما يناهز الشهر على التاريخ الرسمي لليوم العالمي للحق في الوصول إلى المعلومة، التي أقرته اليونيسكو في 28 شتنبر من كل سنة. وذلك باقتراح من ثلاث دول إفريقية هي المغرب وأنغولا ونيجيريا خلال المؤتمر العام لليونيسكو الأخير بباريس. إذ لعب المغرب دورا أساسيا في مأسسة هذا اليوم العالمي، الذي ظل يُحتفل به من قبل المجتمع المدني منذ 1995 تحت شعار «الحق في المعرفة»، وفق ما أكده مستشار الاتصالات والمعلومات لدى اليونيسكو، أندريا كايرولا. وفي كلمة افتتاحية، قال أندريا كايرولا «إن المغرب كان أحد الموقعين الأوائل على قرار اليونيسكو في إقرار تاريخ 28 شتنبر يوما عالميا للوصول إلى المعلومة» على اعتبار أن المعلومات المتوفرة لدى الحكومات والمؤسسات العمومية هي «مبدئيا معلومات عمومية يتوجب الوصول إليها إلا لاستثناءات قانونية». وأضاف المستشار أن الحق في الوصول إلى المعلومة «سبيل المواطن لممارسة مواطنة فعلية والإسهام في شفافية المؤسسات العمومية وتجويد الحكامة». وثمن المستشار بالمناسبة جهود المغرب في ترسيخ هذا الحق من خلال إخراج النص القانوني المتصل بالحق في الوصول إلى المعلومات. ومن جانبه، اعتبر الكاتب العام للجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة، محمد بنبعد القادر، أن الاحتفال باليوم العالمي للحق في الوصول إلى المعلومة، من خلال احتفال وطني هو الأول من نوعه، يندرج في صلب الراهنية الوطنية باعتبار انخراط المغرب في مسار استكمال الإطار التشريعي لتفعيل المادة 27 من دستور يوليوز 2011، كما يندرج في سياق وطني مطبوع بنقاش وطني مواكيس للمسار التشريعي المتعلق لإصدار النص القانوني المتصل بالحق في الوصول إلى المعلومات. وهو ذات المنحى، الذي ذهبت فيه كلمة مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، عبد المجيد فاضل، الذي أكد أن دستور 2011، شكل «خطوة إيجابية في اتجاه ترسيخ دولة الحق والقانون». وكان افتتاح اليوم الوطني للاحتفال باليوم العالمي للحق في الحصول على المعلومات، الذي يُنظمه مكتب اليونيسكو بالرباط بشراكة مع اللجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة وبدعم من وزارة الاتصال، مناسبة للتأكيد على مضمون رسالة المديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا، التي شددت على أن الحق في الوصول إلى المعلومة، وفضلا عن أنه «حق جوهري تتأسس عليه الإنسانية»، فهو «حيوي لتحقيق الاندماج والحوار، باعتباره من أركان دولة الحق والحكامة الجيدة، وباعتبار أهميته في فتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة».