قال مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مساء أمس الاثنين بالدار البيضاء، أن المغرب يطمح لإرساء صحافة حرة وديمقراطية ومستقلة تضمن الكرامة لأبنائها. وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، فقد أبرز الخلفي في مؤتمر دولي حول حرية الصحافة ما بين ثاني ورابع ماي الجاري تحت شعار « الوصول إلى المعلومات وحماية الحريات الأساسية، هذا حقك » أن مشروع مدونة الصحافة والنشر المعروض على مجلس النواب يعزز الضمانات المهنية والاجتماعية للصحفيين. وأكد الخلفي، في هذا الاحتفال الذي ينظم بمناسبة ليوم العالمي لحرية الصحافة( يوم ثالث ماي)، بميادرة من الاتحاد الدولي للصحفيين، وجود إرادة سياسة حقيقية من أجل إصدار مدونة للصحافة والنشر ، عصرية وحديثة تستجيب لانتظارات المهنيين وتعكس تحولا في سلوك السلطات العمومية. وربط الوزير بين تقدم حرية الصحافة والتوفر على مدونة حديثة للصحافة تلغي العقوبات السالبة للحرية وتعوضها بعقوبات بديلة، وتمنع تنفيذ الإكراه البدني للصحفيين في حالة عدم أداء الغرامات، معتبرا أن الاعتداءات على الصحفيين خلال ممارسة مهامهم مرفوضة وغير مقبولة. وسجل في هذا اللقاء المنظم بتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ، التقدم نحو إقرار حماية قانونية لسرية المصادر، وحماية الصحفيين من الاعتداءات، منبها إلى المشاكل التي تعاني منها الصحافة المكتوبة وتهددها بالموت البطيء مستقبلا. من جهته أشاد جيم بوملحة رئيس اتحاد الصحفيين الدوليين بالإصلاحات التي يعتزم المغرب القيام بها في مجال الصحافة والنشر، وبالأجواء الإيجابية التي يعرفها النقاش العمومي حول حرية الصحافة وحق الولوج إلى المعلومة. واعتبر بوملحة أن الحق في الولوج إلى المعلومة مرتبط بحقوق الإنسان لأن جميع المواطنين يحتاجون إلى المعلومات ، منددا بالوضع المأساوي المرتبط بممارسة الصحفيين لعملهم، وباستمرار قتل وتعنيف والتضييق على الصحفيين. أما ميشيل ميوالد ممثل (اليونسكو) بدول المغرب العربي ومدير مكتب اليونسكو بالمغرب فسجل من جهته وجود إرادة قوية بالمغرب للقيام بإصلاحات تشريعية تروم احترام حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دوليا، فضلا عن تضمين الدستور المغربي لحق الوصول إلى المعلومة وحرية الصحافة والتعبير. وذكر ميوالد أن اليونسكو تشجع ظهور ثقافة السلام وحرية الصحافة التي لا يمكن لها أن تكون مثمرة إلا عبر ثقافة الحوار والتفاهم المشترك، داعيا إلى انخراط الجميع من أجل إرساء ثقافة حقوق الإنسان وضمان الكرامة و التنمية المستدامة . واجمعت باقي التدخلات على أن الاحتفال بهذا اليوم يشكل موعدا تاريخيا مهما لتشجيع وتطوير المبادرات المتخذه لصالح حرية الصحافة ولتقييم حالة حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم. وأوضحت أن المشهد الإعلامي بالمغرب يتميز بتعدد الفاعلين ما بين خواص وعموميين ، بالإضافة إلى تعدد المحتوى ، وضمان الولوج إلى مصادر متنوعة تمكن المواطن من صناعة رأيه الخاص بحرية، مبرزين دور الإعلام المتعدد والمتنوع في تحقيق التنمية المستدامة وفي جعل الناس مواطنين فاعلين في دولة الحق والقانون.