حل، اليوم الجمعة بأكادير، وفد من مهنيي القطاع السياحي في روسيا، بمبادرة من المكتب الوطني المغربي للسياحة، وذلك في إطار جولة استكشافية للمؤهلات المتنوعة المتوفرة في عدد من الوجهات السياحية الوطنية. وخلال الجولة التي سيقوم بها هذا الوفد، الذي يضم حوالي 40 شخصا ضمنهم ممثلون ل31 من وكالات الأسفار، سيحط مهنيو السياحة الروس الرحال، بعد أكادير، في مدن مغربية أخرى مثل الصويرة ومراكش والدار البيضاء، وذلك من أجل بحث إمكانيات عقد شراكات مع المهنيين المغاربة قصد الترويج لوجهة المغرب في السوق السياحية الروسية. وأوضح مندوب المكتب الوطني المغربي للسياحة في روسيا، سمير السوسي، خلال لقاء مع الصحافة اليوم، أن هذه المبادرة تندرج ضمن حملة ترويجية كبيرة تم إطلاقها على صعيد السوق السياحية الروسية، الشيء الذي مكن من تسجيل ارتفاع محسوس في عدد السياح الروس الوافدين مؤخرا على مختلف الوجهات المغربية خلال السنة الجارية. وبالنسبة لمدير المجلس الجهوي للسياحة لأكادير سوس ماسة، فؤاد الحجوي، فإن توافد السياح الروس على أكادير، على الرغم من كونه سجل قفزة نوعية، فإن العدد يبقى مع ذلك متواضعا، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن عدد السياح الروس الذين توافدوا على أكادير، بصفتها المحطة السياحية الشاطئية الأولى في المغرب، بلغ 25 ألف و667 سائحا خلال الشهور التسعة الأولى من السنة الجارية، مقابل 5911 خلال الفترة نفسها من السنة الماشية (ارتفاع بمعدل 334 في المائة). من جانبه، سجل نائب رئيس اتحاد الصناعة السياحية الروسية، يوري بارزيكين، الارتفاع المسجل في عدد السياح الروس الوافدين على المغرب، مشيرا إلى حجم السوق السياحية في روسيا التي يصل تعداد سكانها حوالي 148 مليون نسمة. كما أبرز التنوع الذي يميز العرض السياحي المغربي بالنسبة للسياح الروس الذين أصبحوا يترددون على الخارج لقضاء عطلتهم، وذلك بأعداد تتزايد أكثر فأكثر في الشتاء كما في الصيف على حد قوله. وبعد أن ذكر بأن الهيئة التي ينتسب إليها تضم حوالي 2500 مهني في القطاع السياحي، أعرب السيد بارزيكين عن رغبته في أن يبحث مع المهنيين المغاربة السبل الكفيلة بالترويج أكثر للوجهات السياحية المغربية، ليس في المدن الكبرى مثل موسكو وسان بيترسبورغ، ولكن أيضا في جهات أخرى من تراب جمهورية روسيا الفيدرالية التي تمتد على رقعة جغرافية كبيرة. وأضاف أن 40 في المائة من السياح الروس تجتذبهم السياحة البحرية، كما أن السياحة الثقافية تستهوي نسبة مماثلة من هؤلاء السياح، الشيء الذي اعتبره عاملا إيجابيا بالنسبة لوجهتي أكادير ومراكش. وفي هذا السياق، تمت الاشارة إلى أنه في الوقت الذي يعول فيه المهنيون المغاربة على السوق السياحية الروسية الواعدة للتعويض عن التراجع المسجل على مستوى الأسواق التقليدية، فإنه من الضروري الإقدام على سن إجراءات تشجيعية على مستوى النقل الجوي الذي يشكل حوالي 60 في المائة من حزمة العرض السياحي المقدم . وارتباطا بذلك، قال ممثل شركة الخطوط الملكية المغربية في موسكو إن الشركة الوطنية برمجت ثلاث رحلات أسبوعية بين موسكو والدار البيضاء، وتعتزم برمجة رحلة رابعة، مشيرا إلى أن هذه المبادرة توجد قيد الدراسة. ومقابل ذلك أورد ممثل المكتب الوطني المغربي للسياحة في موسكو المجهود الواجب بذله من أجل الدفع بمزيد من متعهدي الرحلات السياحية إلى برمجة وجهة المغرب، والدفع في الوقت نفسه في اتجاه التشجيع على إطلاق رحلات للطائرات المستأجرة (شارتير)، وذلك من أجل بلوغ الهدف المرسوم في أفق السنتين القادمتين، والمتمثل في بلوغ عتبة 300 ألف سائح روسي.