قبل شهر من الانتخابات البلدية, يضاعف رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان ، من الأنشطة ذات الطابع الاجتماعي ، للفوز بانتخابات تعتبر فصلا جديدا في المواجهة بين حكومته، المنبثقة عن التيار الاسلامي، ومعسكر العلمانيين. وخلال الانتخابات المقررة يوم29 مارس الجاري, سيكون الرهان الرئيسي ل«حزب العدالة والتنمية» الحاكم , الفوز ببلديات تابعة للحزب باستمالة الأكراد في جنوب شرق البلاد. وعلى الصعيد الوطني ، يعتبر الاقتراع قبل كل شيء اول اختبار انتخابي ل«حزب العدالة والتنمية» منذ فوزه بالانتخابات التشريعية المبكرة ، في يوليوز 2007 ، في اوج نزاع حاد مع الاوساط المؤيدة للعلمانية ، وفي طليعتها الجيش وكبار القضاة. وفي ربيع2007 ، هدد الجيش بالتدخل في حال لم تحارب الحكومة التطرف ؛ والغى المجلس الدستوري اقتراعا في البرلمان لانتخاب رئيس. وكان «حزب العدالة والتنمية» رشح وزير الخارجية ، عبدالله غول ، للاقتراع الرئاسي. وطلبت الحكومة من الجنرالات عدم التدخل ، وهو موقف نارد في بلد اطاح فيه الجيش باربع حكومات منذ1960 , ودعت الى انتخابات تشريعية فاز بها «حزب العدالة والتنمية» ب6 ,46 % من الاصوات، وهي نسبة اعلى من تلك التي اوصلته الى سدة الحكم في2002 . وافلت «حزب العدالة والتنمية » من محاكمة طالبت بحظره بتهمة ""القيام بانشطة معادية للعلمانية"" ، وهو اتهام رفضه الحزب. لكن اردوغان يعتبر ان المعركة بين المحافظين وانصار العلمانية ، لم تنته بعد. وفي هذا يقول ""اننا في خضم صراع على السلطة مع اولئك الذين لا يتقبلون وجودنا في الحكومة. لا يمكنني القول بان الخلاف قد انتهى"". وقال رئيس الوزراء ""لدي رسالة واحدة لاولئك الذين يخوضون معركة ضد حزبنا (...) ان جهودهم ستنقلب ضدهم"". واكد اردوغان تصميمه لتوسيع قاعدته الانتخابية خلال الانتخابات البلدية بالرغم من الازمة الاقتصادية ، ونسبة البطالة القياسية التي وصلت الى12 %. واضاف ""في كل مرة نرفع طموحاتنا اكثر، واتوقع هذه المرة ان نحصل على عدد اكبر من الاصوات التي جمعناها في2007 "". ويلقى اردوغان اساسا شعبية كبيرة في صفوف السكان المحرومين بالمدن الريفية في الاناضول ، لانه باع في شبابه السكاكر في الشارع لجمع المال لارتياد المدرسة القرآنية ، ولانه يقيم في حي متواضع في انقرة.