السينما في أسبوع يعرض حاليا ببلادنا فيلم أمريكي جديد حظي بحملة دعائية عالمية يحمل عنوان « القصة الغريبة لبنجمان بيطون « (155 دقيقة)، و هو من إخراج الممثل و المنتج و المتخصص في المؤثرات الخاصة البصرية الأمريكي دافيد فينشير الذي سبق له أن أنجز أفلاما أخرى من أشهرها فيلمي «أليان 3» و «سيفن»، والذي اختار لبطولة فيلمه الجديد الممثل براد بيت (في دور بنجمان بيطون) و الممثلة كايت بلانشيت (في دور حبيبته دايزي) اللذين يحكيان فيه بالتناوب قصتهما الفنتاستيكية الرومانسية المأساوية الغريبة منذ أن ولد بنجمان بيطون شيخا في سن الثمانين إلى أن تحول في الاتجاه المعاكس مع مرور السنين إلى صبي رضيع في أحضان حبيبته «دايزي» التي رزقت منه في ريعان شبابه طفلة أصبحت شابة تجلس بجانبها على فراش المرض تحكي لها مسار حياة أبيها المقلوبة انطلاقا من سنة 1928. الفيلم مقتبس و مثير و مؤثر بموضوعه و بطريقة سرده الشيقة و الممتعة و الذي بذل فيه مجهود ملموس و موفق على عدة مستويات مثل الإخراج و السيناريو و التصوير و المناظر و التشخيص و الماكياج والمؤثرات الخاصة، فيلم ينتقل بالمقلوب بين الماضي و الحاضر خلال ثمانين سنة و يمر بإتقان عبر عدة فترات تاريخية بأجوائها و أكسسواراتها مستعرضا ما عاشه بنجمان بيطون من اكتشافات و من تقلبات سعيدة أو مأساوية في حياته الاجتماعية و العاطفية. الفيلم سينمائي بكل ما في الكلمة من معنى، فيلم كلاسيكي فرجوي و ممتع و غير ممل رغم طول مدة عرضه التي تتجاوز الساعتين و النصف، فيلم هادئ بأحداثه و أجوائه و إيقاعه وظفت فيه المؤثرات الخاصة بذكاء و إتقان كأنها غير موجودة، يشد إليه المشاهد و يحرك عواطفه بين الحين و الآخر كأنه يتابع قصة واقعية، قصة خيالية و مسلية و محزنة و فلسفية حول الحياة. تجدر الإشارة في الختام الى أن هذا الفيلم أحرز مساء يوم الأحد الماضي على ثلاث جوائز الأوسكار كأحسن مناظر و أحسن ماكياج و أحسن مؤثرات خاصة، بينما تمكن الفيلم البريطاني الهندي «سلومدوغ مليونير» الذي صوره المخرج البريطاني في بومباي من حصد ثمانية أوسكارات كأحسن فيلم و إخراج و تصوير و موسيقى و سيناريو مقتبس ومونطاج و مونطاج صوتي و أحسن أغنية أيضا و هي طبعا أهم الجوائز. عمر بلخمار