المغرب يعتبر نفسه غير معني بقرار محكمة العدل الأوروبية بخصوص اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري        إقليم تطوان .. حجز واتلاف أزيد من 1470 كلغ من المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك خلال 4 أشهر    منتدى الصحراء للحوار والثقافات يشارك في الدورة الثانية من مناظرة الصناعات الثقافية والإبداعية    التعادل ينصف مباراة المحمدية والسوالم    خطاب خامنئي.. مزايدات فارغة وتجاهل للواقع في مواجهة إسرائيل    مصدرو الخضر والفواكه جنوب المملكة يعتزمون قصْدَ سوقي روسيا وبريطانيا    'دير لاين' و'بوريل' يؤكدان التزام الاتحاد الأوروبي بعلاقاته الوثيقة مع المغرب وتعزيزها انسجاما مع مبدأ 'العقد شريعة المتعاقدين'    مغاربة يحيون ذكرى "طوفان الأقصى"    أساتذة كليات الطب: تقليص مدة التكوين لا يبرر المقاطعة و الطلبة مدعوون لمراجعة موقفهم    هكذا تفاعلت الحكومة الإسبانية مع قرار محكمة العدل الأوروبية    قرار محكمة العدل الأوروبية: فرنسا تجدد التأكيد على تشبثها الراسخ بشراكتها الاستثنائية مع المغرب    وزير خارجية إسبانيا يجدد دعم سيادة المغرب على صحرائه بعد قرار محكمة العدل الأوربية    إعطاء انطلاقة خدمات مصالح حيوية بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني ودخول 30 مركزا صحيا حضريا وقرويا حيز الخدمة بجهة فاس مكناس    ثلاثة مستشفيات في لبنان تعلن تعليق خدماتها جراء الغارات الإسرائيلية    ريدوان: رفضت التمثيل في هوليوود.. وفيلم "البطل" تجربة مليئة بالإيجابية    مسؤول فرنسي: الرئيس ماكرون يزور المغرب لتقوية دعامات العلاقات الثنائية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    امزورن.. سيارة ترسل تلميذاً إلى قسم المستعجلات    المحامون يقاطعون جلسات الجنايات وصناديق المحاكم لأسبوعين    مرصد الشمال لحقوق الإنسان يجمد أنشطته بعد رفض السلطات تمكينه من الوصولات القانونية    ابتدائية تطوان تصدر حكمها في حق مواطنة جزائرية حرضت على الهجرة    صرف معاشات ما يناهز 7000 من المتقاعدين الجدد في قطاع التربية والتعليم    تسجيل حالة إصابة جديدة ب"كوفيد-19″    بوريس جونسون: اكتشفنا جهاز تنصت بحمامي بعد استخدامه من قبل نتنياهو        باريس تفتتح أشغال "قمة الفرانكفونية" بحضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش    فيلا رئيس الكاف السابق واستدعاء آيت منا .. مرافعات ساخنة في محاكمة الناصري    وزارة الخارجية: المغرب يعتبر نفسه غير معني بتاتا بقرار محكمة العدل الأوروبية بخصوص اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري    الجماهير العسكرية تطالب إدارة النادي بإنهاء الخلاف مع الحاس بنعبيد وارجاعه للفريق الأول    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الارتفاع    إيقاعات ناس الغيوان والشاب خالد تلهب جمهور مهرجان "الفن" في الدار البيضاء    الاتحاد العام لمقاولات المغرب جهة الجديدة - سيدي بنور CGEM يخلق الحدث بمعرض الفرس    الفيفا تعلن تاريخ تنظيم كأس العالم للسيدات لأقل من 17 سنة بالمغرب    الفيفا يقترح فترة انتقالات ثالثة قبل مونديال الأندية    لحليمي يكشف عن حصيلة المسروقات خلال إحصاء 2024    آسفي: حرق أزيد من 8 أطنان من الشيرا ومواد مخدرة أخرى    اختبار صعب للنادي القنيطري أمام الاتحاد الإسلامي الوجدي    دعوة للمشاركة في دوري كرة القدم العمالية لفرق الإتحاد المغربي للشغل بإقليم الجديدة    الدوري الأوروبي.. تألق الكعبي ونجاة مان يونايتد وانتفاضة توتنهام وتصدر لاتسيو    النادي المكناسي يستنكر حرمانه من جماهيره في مباريات البطولة الإحترافية    ارتفاع أسعار الدواجن يجر وزير الفلاحة للمساءلة البرلمانية    التصعيد الإيراني الإسرائيلي: هل تتجه المنطقة نحو حرب إقليمية مفتوحة؟    ارتفاع طفيف في أسعار النفط في ظل ترقب تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط    وزارة الصحة تكشف حقيقة ما يتم تداوله حول مياه "عين أطلس"    عزيز غالي.. "بَلَحَة" المشهد الإعلامي المغربي    آسفي.. حرق أزيد من 8 أطنان من الشيرا ومواد مخدرة أخرى    محنة النازحين في عاصمة لبنان واحدة    فتح باب الترشيح لجائزة المغرب للكتاب 2024    بسبب الحروب .. هل نشهد "سنة بيضاء" في تاريخ جوائز نوبل 2024؟    إطلاق مركز للعلاج الجيني في المملكة المتحدة برئاسة أستاذ من الناظور    الذكاء الاصطناعي والحركات السياسية .. قضايا حيوية بفعاليات موسم أصيلة    مستقبل الصناعات الثقافية والإبداعية يشغل القطاعين العام والخاص بالمغرب    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماري شيلي في رحاب الدوامة الرومانسية
نشر في طنجة الأدبية يوم 17 - 05 - 2012

"لست إنسانة تنتمي إلى من يتبنون آراء معينة. ولقد سبق لي أن قلت في إحدى المناسبات بأن البشر يختلفون بعضهم عن بعض، بشكل كبير. وبهذا الخصوص بإمكاني أن أقول بأن بعضهم لهم حماس قوي في إعادة إصلاح هذا العالم، وآخرون ليس لهم أية فكرة خاصة بهم. فوالديّ وشيلي ينتمون إلى النموذج الأول، الذي أكن له بالمناسبة، كل احترام وتقدير. بالفعل، إنني أقدرها هذه ألآراء حين تكون مصحوبة بكل نكران للأنا، ومعززة باعتبار الآخر وذلك بمعقولية واضحة وخالصة. أما فيما يخصني أنا بالذات، فإنني أرغب بإخلاص في خير ما شيده رفاقي [...] ولست لا من أجل العنف ولا التطرف، اللذان قد لا يسببان إلا في ردود فعل لأحكام مسبقة ". "ماري شيلي"(من مذكراتها ... )
مقدمة لا بد منها
إن هذه الدراسة التي قمنا بها للأديبة الشهيرة "ماري شيلي"، قد توخينا منها، أن نقدم من جهة، للقارئ العربي وجها جديدا للأدبيات العالمية، ومن جهة أخرى، إغناء مكتبتنا العربية، التي تفتقر وبشكل كبير إلى هذه المرجعيات العالمية. ولقد اغتنمنا الفرصة، لتوسيع آفاق هذا البحث المتواضع، بالتعرض للتيار الرومانسي وحراكه، الذي كان الميزة المثلى لهذا العصر، الذي كان يعد بحق جسر التحولات والتقلبات العالمية. ولقد اعتمدنا في هذه الدراسة، على المراجع الرسمية للكاتبة مباشرة ومن مصادرها، كما اعتمدنا من ناحية أخرى على الدراسات القيمة التي حُققت، بشأن هذا التيار الأدبي وأعلامه المتميزين. ولقد حققنا كل الأسماء بتعريبها أو ترجمتها إلى العربية، مذكرين القارئ الكريم، بأننا سنقيد ونذيل له في مصادر هذا البحث، كل الأسماء الواردة للأعلام ولكن بأحرفها اللاتينية، كيما يتسنى له الرجوع إليها في حالة ما إذا دعته الضرورة لتعميق دراسته وإغنائها. وختاما نرجو أن لم نكن قد استوفينا هذه الدراسة حقها، أن نكون على الأقل، قد مهدنا الطريق لمن يلتحقون بنا في هذه المؤسسة الأدبية، لتتمة المشروع.
البطاقة الشخصية لماري شيلي
"ماري ݣودوين"، ( 30-08-1997 / 01-02-1851 ) ابنة المفكر والفيلسوف الراديكالي الشهير "ويليام ݣودوين"، والكاتبة الملتزمة بقضايا المرأة "ماري وولستونكرافت"، ستدخل إلى تاريخ الأدبيات العالمية فجر 28 تموز سنة 1814 عقب فرارها مع الشاعر "پيرسي بيش شيلي"، الذي قدم لاختطافها بموافقتها، وهي لم تتجاوز بعد، الخامسة عشر من عمرها. ومن يومها أصبحت تعرف بالأديبة "ماري شيلي" لبقية حياتها. وكذلك تجربتها الأدبية، فإنها ستدخل هي الأخرى، ومنذ هذه اللحظة، برفقة الشاعر شيلي، إلى حلبة الكبار، لتسجل من جانبها، صفحة خالدة في سجل الحركة الرومانسية العالمية.
عصر التحولات
يعتبر القرن الذي نشأت فيه "ماري شيلي"، والذي تمخضت عنه الثورة الفرنسية، عصر الأنوار والتنوير، بكل ما تحمل الكلمة من معنى. فمن منتصف القرن الثامن عشر، لغاية القرن التاسع عشر، شهدت القارة الأوربية، كل الإكتشافات، والتغيرات، والتحولات الحداثية، التي نقطف ثمارها العلمية اليوم. فعلى المستوى الصناعي، تحققت معظم الإختراعات والإنجازات الحديثة: من آلات بخارية إلى سكك حديدية، واتصالات لاسلكية وإنارات كهربائية، بالإضافة إلى اكتشافات هامة في ميادين الطب والفيزياء وعلم الأحياء. والمسرح الأدبي في هذا السياق، لا يقل هو الآخر شئنا، بعطاءاته الإبداعية عن الميادين الأخرى. فجل عباقرة الأدب ذوي المستوى العالمي، قد ظهروا في هذه المرحلة الإنتقالية بين القرنين. ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: "فيودور دويتوفسكي"، و"ليونتولستوي" في روسيا، و"شاتوبريان" و"ستاندال" و"ڤكتور هيݣو" و"بلزاك" في فرنسا، و"ݣوته"، و"شيلر" و"نوفاليس"، و"شليجل"، والأخوان "ݣريم" في ألمانيا، و"ماري شيلي"، و"پيرسي بيشي شيلي"، و"اللورد بايرون"، بالإضافة إلى أولئك الشعراء الذين أطلق عليهم لقب "شعراء البحيرة، ك"كولريدج"، و"ووردوورث"، و"ييتس"، ضف إليهم الحالم المتصوف "ويليام بليك" في بريطانيا. والقائمة في حقيقة الحال، طويلة وغنية بخصوص هؤلاء الصنّاع لأدبيات الحداثة.
كما سبق ونوهنا من قبل، فإننا في هذا الخضم المتموج لعصر انتقالي، من ثقل موروث فكري كلاسيكي نحو ثورة فكرية عارمة في شتى الميادين، سنقتصر على الميدان الأدبي متمثلا في تجربة الكاتبة "ماري شيلي"، جاعلين منها بهذه المناسبة، المنارة الأدبية، التي تقودنا بإنارتها، في حلكة ليل دامس، نحو إشراق فجر عهد جديد.
لقد نشأت "ماري شيلي" في بيت عُرِف كقبلة لزوار أدباء العصر. فبعد وفاة الأم "ماري وولسْتون كْرافت"، التي كانت تعرف بكتابتها المدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام، وحقوق المرأة بشكل خاص، بقيت الإبنة "ماري" في كنف أبيها "ويليام كودوين" الذي عرف هو الآخر كمفكر وفيلسوف متطرف ومتميز، من مفكري عصره. لقد كان يعرف بمواقفه العصرية الجرّيئة في وجه كل التيارات التقليدية المحافظة. وفي هذا البيت المُشبع بصدى قيم الثورة الفرنسية، نشأت "ماري" متممة لمسيرة الأبوين، ولكن في اتجاه أدبي إنساني حديث العهد بمبادئه المثالية، له استشرافاته المستقبلية، وقناعاته الإنسانية. معتمدة في كل هذا الموروث، على وحدة مبادئها المتمثلة لديها في: الحب والسلام وحقوق الإنسان.
وبإمكاننا أن نؤرخ لمنطلق تجربتها الأدبية، من لما خرجت هاربة مع الشاعر "پيرسي بيش شيلي" الذي قدم لاختطافها بموافقتها فجر 28 تموز سنة 1814. وتعد هذه المرحلة بالنسبة لها كما بالنسبة للمجموعة المكونة لها من أختها غير الشقيقة "جان كليرمون"، والشاعر "بيش شيلي والشاعر الذي سيلتحق بهم فيما بعد "اللورد بايرون"، مرحلة ترحل وترحال عبر مدن وبلدا،ن أوربية كفرنسا وسويسرة والنمسا وألمانيا وإيطاليا التي ستتخذها في نهاية المطاف مستقرا لها. ولقد حررت الأديبة خلال هذه الفترة الترحلية، التي استغرقت ثمان سنوات، مجمل إبداعاتها الأدبية من شعر، ومذكرات سفر، وكتابات عن أعلام من مشاهير الأدباء، وقصص قصيرة، ومحاولات دراماتية، بالإضافة إلى روايتها الشهيرة، التي اقترن اسمها بها "فرانكنشتاين". هذه الرواية التي بإمكاننا ان نصنفها من بين الأنواع الأدبية الحديثة، ونقصد "الأدب الوهمي المستقبلي"،"science fiction " المبني على رؤى الخيالات المستقبلية. وهذه الفترة الغنية بغزارتها الأدبية، كانت تقع تحت التأثير المتبادل، الذي كان يتزعمه الثالوث المتمرد، المتمثل في كل من: "ماري شيلي" بطبيعة الحال، والشاعر " پيرسي بيش شيلي"، الذي تنكرت له أريستوقراطية "أوكسفورد"، التي طردته من رحاب جامعتها، عقب إصداره لمنشوره المعنون ب"ضرورة الإلحاد"، وزير النساء، الشاعر الثوري "اللورد بايرون". فكل منهم كان يحرر أجمل كتاباته في هذه الفترة التّرحّليّة، بالإضافة إلى قاسمهم المشترك من القراءات الغزيرة والمتنوعة، نذكر منها مثلا: أعمال "جون ميلتون"، و"مونك ليفس"، و"دانييل ديفو"، و"جان جاك روسو"، و"ويليام شيكسبير"، ضف إليها إنتاجات مسرحية، وعدة دفاتر فلسفية وعلمية.
التجربة الأدبية في رحاب الرومانسية
مما يتسم ويتميز به هذا العصر الإنتقالي، كثلة التناقاضات التي كان يجترها فيه، والتي انتهت إليه كميراث مشوه للعصور السابقة. فعلى المستوى الخارجي كانت الثورات والحروب تعم معظم أوربا، بالإضافة إلى انتشار رقعة المد الإستعماري الأوربي لباقي المعمورة، بما فيها المؤسسات المالية والتجارية التي كانت تستعبد وتستغل بقية العالم، لصالح طبقة بورجوازية صاعدة. وعلى المستوى الداخلي، كانت هيمنة رأسمال البورجوازية قد وصلت إلى قمة الإستغلال لباقي الطبقات الإجتماعية الأخرى. وهذا الإستغلال كان ينصب بالدرجة الأولى، وباستثناء الطبقة العمالية الكادحة، المُهَمّشَة والمُستَغَلّة أصلا، على الأطفال والنساء والعبيد. ولقد ظهرت الحركة الرومانسية، في هذا العالم الحامل بكل المتناقضات، كتيار مناهض للإستغلال، ومناد بدق طبول الثورة، ورفع أعلام الحرية. ومما هو ملفت للنظر في هذا الحراك الرومانسي، وهو أنه لم يكن ليعتني بالتنظير والتقييم للواقع الإجتماعي، بقدر ما كان ينتفض ثائرا هنا وهناك، في مواقف فردية حماسية وعاطفية حالمة. وبسبب هذه المواقف الفردية بالذات، كان من الصعب على المحللين، ولغاية الآن، تأطير هذا التيار الرومانسي، وتقنين مبادئه وتوحيدها، في مدرسة فكرية أو أدبية معينة. وكل من تناولوا بالدرس، هذا الحراك الرومانسي فيما بعد، قد وضع له محدداته الخاصة به، الشيء الذي جعلنا اليوم، نقف على عدة محددات، وعدة آراء مختلفة، إن لم نقل متناقضة في بعض الأحيان، للتيار نفسه.
ومع كل هذا التباين، فإمكاننا أن نؤرخ نسبيا لبداية هذه الحركة الرومانسية، التي جاءت كرد فعل لداء العصر، فيما بين أواخر القرن الثامن عشر والخمسينات من القرن اللاحق. ولئن كانت بوادره السابقة المسماة ب"ما قبل الرومانسية" قد ظهرت مع "جان جاك روسو" فإن بيانه الوثائقي ستتقاسمه المدرستين الشهيرتين: الألمانية المتمثلة في "شيلر"، و"نوڤاليس"، و"ݣوته" في كتاباته ، والمدرسة الإنجليزية التي حمل لواءها كل من "ماري شيلي" و"بيشي شيلي" و"اللورد بايرون" من بعد جيل"كولدريدج" و"ووزدوورث" و"ييتس". والمدرسة الفرنسية التي جاءت مؤخرا، بطبيعة الحال، حوالي سنة 1850 في عصر "فيكتور هيݣو"، عبر كل من "شاتو برييون"، و"ستاندال"، و"لامارتين"، و"جيرارد دي نرڤال"، و"بنجامان كونستون"، والموثقة للحركة، الأديبة "مدام جرمان دْستايل" . التي كانت أول من عرفت في فرنسا ألمانيا الرومانسية. ولقد قامت في بداية الأمر بمحاجة ومحاكمة الأدب الفرنسي في كتابها "من ألمانيا". فلقد ارتأت بأن الأدب الفرنسي عقب الثورة الفرنسية، لا يفسح المجال الكافي للعواطف والأحاسيس لتعبر عن نفسها بكل حرية. ولذا فهي ترى بأنه قد أصبح من الضرورة بمكان، التخلص من الموروث "اللاتيني-الإغريقي"، الذي أضحى عتيقا، ولم يعد صالحا لإنسان ما بعد الثورة. واللحاق بالمناسبة، بركب الرومانسية الألمانية كنموذج عصري. هذا التيار الرومانسي الذي يضرب بجذوره في عمق تربة الموروث المسيحي – الفروسي للقرون الوسطى، الذي يعتبر بحق، الإبداع العبقري الخالص لأوربا الغربية.
وترى الكاتبة "كاثي بيرنهايم" في كتابها "ماري شيلي ... من تكوني؟" بخصوص هذا التيار الأدبي الذي نعتته ب"المفارقة الضدية الرومانسية" :" سواء تعلق الأمر بفن الموسيقى، أو فن الرسم، أو الأدب، إن الكلمة المفتاح التي في نماذجها المدروسة، كانت تتخلل الرومانسية هي: يجب علينا بدفع الحدود لغاية المستحيل وصفه". ولعل الأديبة والباحثة والخبيرة النفسية في الأدب الألماني "مارث روبر"، التي كانت تعتمد مصادر وآليات مدرسة التحليل النفسي في نماذجها الأدبية المدروسة، كانت أكثر إصابة في تحليلاتها، حيث تقول بخصوص هذا التيار الرومانسي من كتابها "رواية الأصل وأصل الرواية" :" خرافات عجيبة، ورائعة، وغريبة، ومدهشة، ومقرفة، وقاسية ... إن الرومانسية لا تحتاج إلى أسماء إضافية، كيما تذكر رابطتها الأبوية بفن الطفولة، الذي يمثل هو الآخر بالنسبة لنفسه، طفولة الفن، والعصر الذهبي لما قبل الكتاب، حيث يجب على كل كتاب أن يغرف ويقتات منه". وبخصو الأديب الرومانسي تضيف قائلة:" إن الكاتب الرومانسي لا يؤلف أوهامه إلا في حالة وسط، هذه التي نسميها ب"أحلام اليقظة". وتضيف موضحة بهذا الخصوص:" إن الرغبة الرومانسية تفضل دائما موزعة ما بين تطلع "بروميثي" خالص والإتحاد العرفاني مع "روح العالم". ونضيف هذا التعريف الإضافي الذي يختزل لدى الكاتبة كل جذور الرومانسية حيث تقول:" إن تيمات الرومانسية الأكثر استعمالا: مثل سحرية، أحلام يقظة، أحلام طفولة، عودة إلى الطبيعة الأم، إلى وحدة العالم الكونية، أسطورة الخنثى الأولية، كل هذه الرؤى، مجتمعة لا تسعى إلا في تدليل الطفل الموجود". لقد سقنا كل هذه التوضيحات لتذليل عقبة الرؤية الواضحة في مجاهل هذا التيار الرومانسي الساحر.
و"ماري شيلي" من جهتنا، لا نستثني إدراجها داخل هذه البوتقة الرومانسية. وتعد تجربتها في هذا السياق، رمزا لهذه المفارقة الرومانسية التي تحدثنا عنها، بالإضافة إلى كونها امرأة في مجتمع محافظ. امرأة، ولكن ليست كباقي النساء، امرأة لها مبادئ ولها جرأة الوقوف في وجه الموروث الأخلاقي والتقليدي المتزمت. امرأة كانت تحمل ثقل رسالة المساواة والحقوقية التي نادا بها والديها، والتي تحملت حمل أمانتها من بعدهما. وتقول بهذا الصدد من مذكراتها:" فلنذكر بأننا نعيش في حقبة ليس بإمكان المرأة أن تعيش فيها لوحدها، إن لم تتلق دعم أسرتها. وبالحديث عنها بكلام اليوم، فإنها وأعني المرأة، لا تكوين لها، سوى أن تصبح زوجة وأم. وفي حالة سوء حظها في زواجها من رجل يستذلها، فليس لها من اختيار، سوى العيش كطفلة قاصرة تحت الرقابة الأسرية. وليس لها أي حق في أن تسكن في بيت لوحدها، لأنها في هذه الحالة، ستصبح لا محالة، وفي نظر الجميع، مجرد "عاهرة".
و"ماري شيلي" كامرأة وأم وأديبة، كانت تتبوأ هذه المرتبة الأدبية باستحقاق، خصوصا وأنها كانت تتمتع في هذا الميدان، بثقافة كلاسيكية شاملة وعميقة، ونعني من تراث "ڤرجيل"، و"هوميروس"، مرورا ب"شكسبير" و"ميلتون"، بينما كان المجتمع البريطاني ما زال يقتات على أدبيات القرون الوسطى. أدبيات الملك "أرتور" للكاتب "ݣي دُ وارڤيك"، و"رومان دي بْوا" و"الساحرة الزرقاء" للكاتب "ليستر"، وكم هائل من الموروث الأسطوري اللاتيني-الإغريقي. وتسوق الكاتبة "كاثي بيرنهايم" عن تجربة "ماري شيلي" الكتابية:" لقد كانت "ماري شيلي" مشبعة بثقافة كلاسيكية هائلة، ولهذا فهي بالنسبة لعصرها، قد تعد من بين كبار المثقفين .. ولقد كانت تقف في مواجهة تيار ثقافة عصرها، ومن هنا فهي أديبة حديثة، وكذلك هي، في تعاملها مع الواقع."
وإذا كانت ثقافة عصرها مثلما بيّنا، بعدها تتغذى على النتاج الأسطوري لعصور منقرضة، فإنها ستقف في مواجهة التيار قائلة:" أنظروا في داخلي ترون أنفسكم ! ". وتكون الكاتبة بهذه الشهادة، قد حددت موقفها الحداثي بكل وضوح، من بين أدباء جيلها. ونختم هذه الفقرة بشهادة صدرت في حقها عن الكاتبة "كاثي بيرنهايم"، حيث تقول:" لقد كان ل"ماري شيلي" في عهدها، الإتجاه المعاكس .. لقد أدخلت العقل في نظام الشعر، وطبقت على الذاتية مناهج الملاحظات العلمية، كيما تضع أصبعها على "شرارة الحياة"، فكانت النتيجة أنها ابتكرت "أسطورة للأزمنة الحديثة".
وننتقل الآن إلى عمق تجربتها الإبداعية، في الميدان الروائي، ونقصد روايتها الخيالية "فرانكنشتاين". ولنترك للكاتبة لتفصح لنا بنفسها، عن فكرة روايتها، وعن الموارد والمصادر، التي استقتها منها. تقول "ماري" من مذاكراتها بشأن هذه الرواية:" كثيرة وطويلة كانت المحادثات بين "اللورد بايرون" و"شيلي"، ولم أكن سوى أذن صاغية وصامتة بينهما. وخلال إحدى هذه المحادثات التي شاركنا فيها جميعا، كان موضوع حديثنا مجموعة من الفلسفية انتهت بنا إلى التساؤل عن "مبدأ شرارة الحياة"، وعما إذا كان بالإمكان الوقوف على سر لم يقف عليه أحد لغاية الآن ... كإحياء جثة مثلا، وكتجميع أشلاء نبعث فيها شرارة الحياة". هذه كانت بداية الفكرة، أما عن تطورها لتخرج إلى الوجود، في شكل روائي، تقول الكاتبة:" لقد سرحت بخيالي في تصور قصة بإمكانها أن تتنافس مع باقي القصص التي منحت لنا لغاية الآن. قصة تتحدث عن خشية غريبة لطبيعتنا، قادرة على البعث في أنفسنا قرفا مهولا. قصة تجمد دم القارئ وتضاعف من دقات قلبه، وتجعله يخاف حتى من الإلتفات حوله..." وتتابع قائلة في فقرة لاحقة من مذكراتها:"
وحين وضعت رأسي على الوسادة، لم أستطع النوم، وأنا حال شأني متفكرة دائما في موضوع رواتي. وفجأة استحوذ خيالي علي، وقادني مانحا إياي، مجموعة من الصور المتلاحقة اتضحت في ذهني كأصفى ما تكون، ورأيت ذاك الطالب الشاحب منحنيا على ذاك الشيء الذي جمع أشلائه". إننا نعتقد من جهتنا، بأن نموذج هذه الرواية الحديثة، يمكن إدراجه وتصنيفه بكل سهولة، في خانة النوع الأدبي الذي أصبح يعرف باسم، الأدب الروائي "الوهمي المستقبلي". والمرجع المباشر لهذه التجربة الروائية الخيالية، تتواجد موارده في مجموع مقروء الكاتبة، الكلاسيكي منه، المتمثل في التراث القوطي بكل أهواله العجائبية وفضاءاته الساحرة والمعاصر. فمن عالم الأسطورة، والخرافة والشعر الملحمي والرومانسي، والمحاولات التراجيدية المعاصرة. ولعل أقرب عمل لهذا الزخم يتمثل في "الفردوس المفقود" ل"جون ميلتون". وفكرة المخلوق الوحشي، أو المتوحش، أو في حالة الوحشية، نقف عليها في التراث البشري برمته. إذ ان هذه التراجيديا البشرية، قد وجدت ولما تزل في صراع أبدي، مابين الرغبة في الخلود، وقوى الدمار التي تهدده بالإندثار. حرب بين ماض موغل في التوحش، وحاضر يبني آماله على إنسان جديد. حرب بين أسرار السماء، التي كفت فجأة ان تفضل أسرارا، وأسرار أرض داخلة في عصر الإنسان الآلي المتمرد. صراع بين ملائكة فقدوا كل شرعية مثالية لهم، وإنسان متطلع إلى الحلول محل الآلهة، لما هو آت من الأزمنة الحديثة. فمن جذور العهد السومري، ومن المخلوق الوحشي"أنكيدو" بملحمة "كلكامش"، مرورا بالوحش "مينوتور" في أسطورة "أريان"، لغاية حكاية "جميلة والوحش"، كانت الطبيعة، أو السماء إن أحببت، وحدها المسؤولة عن مسألة الخلق والتصرف في شؤونه. أما وقد أصبح إنسان عصر المكيانيكا والإختراعات الآلية قادرا على تسخير الطبيعة بقدراته التقنية، فهو إذن أولى من "بروميثيوس"، والحالة هذه، بخلق إنسان وحشي يسخره كيفما يشاء. لقد كانت هذه الأفكار الحالمة، لب ما أفرزته الحركة الرومانسية المتمردة. ولعل الشاعر الرومانسي "نوفاليس" قد عبر عن هذه الرؤية بصدق حين قال:" إن الأفكار تتحول إلى قوانين، والرغبات إلى إنجازات ... وهي تثير فينا قدرة الكلام عن أشياء متخيلة وكأنها أشياء واقعية ... وبفضل هذه المثالية الساحرة يصبح في مقدور الإنسان أن "يصبح إلاها".
وبإمكاننا الآن أن نلخص ونختصر هذه الرواية فيما يلي. إنه الدكتور "ڤيكتور فرانكشتاين" من يحكي لصديقه "روبرت والتون"، الذي يحكي بدوره القصة لأخته. قصة تعقبه لمخلوق "وحش" في منتهى البشاعة والدمامة، الذي يسرح في الخلاء، متنقلا من منطقة لأخرى لغاية القطب الشمالي، حيث يريد الخلاص منه. وهذا المخلوق "الوحش" من جهته، بوصوله إلى هذا البحر الجليدي المتصقع، يكون قد وجد ملاذه الذي يحميه من الفردوس البشري الذي طرد منه. وبشل مفصل نسبيا، بإمكاننا ان نقول بأن الدكتور "فرانكنشتاين" بخبرته الطبية، قد استطاع تجميع أشلاء بشرية، وبعث شرارة الحياة فيها، بقدرة آلياته التقنية الحديثة. فجاء هذا المخلوق "الوحش" إلى الوجود مرعبا في خلقته وهيأته وشكله الخارجي، بالإضافة إلى قامته الهائلة، قياسا على القامات البشرية المعهودة. وخرج هذا المخلوق الذي لا اسم له، والذي سيصبح يعرف باسم الدكتور الذي اخترعه ونقصد "فرانكنشتاين"، هائما على وجهه كإنسان بدائي في البحث عن سر الحياة. فهو إن شئنا، آدم المطرود من الجنة، و"أنكيدو" في خروجه من الغاب، و"حي بن يقضان" في جزيرته المعزولة. وهكذا جرته الأقدار إلى النزول بمغارة على مقربة من كوخ لأسرة بشرية، حاول أن يدخل معها في حوار واتصال. وخلال ظروف خاصة به تعلم فيها القراءة والكتابة بمفرده، اكتشف من خلالها أحاسيسه الجمالية الكائنة فيه. لقد اكتشاف سر الجمال الداخلي للإنسان، فاندفع مدفوعا بإحساسه الجمالي نحو العائلة البشرية ناشدا فيها الإعتراف بجماله الداخلي. وحين لم رفضته هذه الأخيرة وفرت منه، غير رائية فيه سوى مظهره الوحشي الخارجي. طاش عقل الوحش، وهاج هائجه، واندفع بكل وحشية مدمرا وقاتلا ومخربا كلما صادفه في طريقه من أوادم، ومساكن، ومزارع. ونترك للقارئ الراغب في معرفة المزيد، اقتناء الرواية ومطالعتها.
لقد كانت هذه الرواية الخيالية، بداية تجربة "ماري شيلي" الروائية، التي ستختمها بروايتها الثالثة "الإنسان الأخير"، التي ستنال هي الأخرى، إعجابا أدبيا يصب في نفس مجرى "الأدبيات الوهمية المستقبلية". وتقول الكاتبة بأنها استوحتها من قصيدة "قبلي خان"، مؤسس إمبراطورية الصين، للشاعر البريطاني الشهير "كولريدج"، الذي سبق لها وأن التقت به في بيت أبويها. وتدور أحداث هذه الرواية في القرن الواحد والعشرين، وبالتحديد في سنة 2073. وملخص هذه الرواية الوهمية، فناء العالم. ويروي أحداثها "ليونيل فرنيه" كآخر شاهد للأحداث التي ذهبت بالبشرية جمعاء، باستثنائه هو كآخر من تبقى من الأحياء. ولقد كان صديقا ل"أدريان"، الوارث الشرعي لمملكة تنازل عنها أبوه قبيل وفاته، لتأسيس جمهورية محلها. ولكن هذا الملك الجمهوري قد خلف أرملة، أم "أدريان"، التي ستحاول غير راضية على قرار زوجها، الملك الراحل، بإعادة إحياء العهد الملكي البريطاني. وهكذا ستمنح هذه الأرملة الشقية سندها للأريستوقراطي "اللورد ريموند" الذي وعدها بإعادة المملكة إلى عهدها الأول. وثملا بانتصاراته العسكرية، سيتوجه "اللورد ريموند" نحو القسطنطينية لإحتلالها، والتي سيعود منها، بعد عدة مناورات، حاملا منها معه عدوى الطاعون. وستكون هذه العدوى، الضربة القاضية للإمبراطورية البريطانية، التي كانت رقتعها تمتد إلى معظم أجزاء المعمورة. وعما قريب لن يبقى على وجه المعمورة، سوى عصابات بربرية هائمة على وجهها. حينها سيقوم "أدريان" بمحاولة أخيرة لتأسيس مجموعة بشرية، تقوم روابطها على الإيثار، والصداقة، والحب. ولكن عدوى الطاعون ستأتي عليه هو الآخر، كما على مشروعه ذا النوايا الإنسانية، ولن يفضل على قيد الحياة كآخر من تبقى، سوى الشاهد "ليونيل فرنيه"، لرواية هذه الأحداث الفنائية.
وعن شخصيات هذه الرواية ورموزها، ترى المحللة "كاثي بيرنهايم"، بأننا نقف على شخصية "ماري شيلي" في شخص "ليونيل"، و"پيرسي شيلي" في شخص "أدريان"، والشاعر "اللورد بايرون" في شخص "اللورد ريموند". على كل حال، إن ما يهمنا من هذه الرواية، هو انها تعتمد على خيال الأدبيات الوهمية المستقبلية، والتي بإمكاننا ان نعتبر الأديبة "ماري شيلي" المؤسسة الفعلية لها كنوع أدبي حديث. هذا فيما يتعلق بالشكل ونوعه الروائي، أما فيما يتعلق بالمضمون، فإننا في الواقع، نتواجد أمام رسالة إنسانية تسعى فيما تسعى إليه، ولو على مستوى افتراض مثالي، إخراج البشرية من كابوس الجريمة والأنانية، وإدخالها إلى عالم بشري جديد، تقوم الروابط البشرية فيه، على الأمل، والمحبة، والتعاون، والتآخي، والسلام. وهو في رؤيتها المسقبلية الفترضة، تؤمن بصراحة، بزمن آت، قد يتصالح فيه الجنس البشري مع نفسه، من أجل تدشين حضارة إنسانية جديدة. ولهذا تقول عنها الكاتبة "كاثي بيرنهايم" :" وكانت "ماري" تتكلم في أعمالها، وبشكل مستغرق، عن المحبة والعقل، وكأنها كانت تريد أن تقول أكثر فأكثر، بأن الشيء الأكثر معقولية في العالم هو الحب".
نهاية الرحلة
وختاما إن الأديبة العالمية "ماري شيلي" تعتبر بحق من رواد الأدب الإنساني الخالد. ولقد لعبت دورا هاما في الحراك الرومانسي، هي التي عاشت عن كثب بصحبة أكبر أدباء العصر الذين ذكرناهم أعلاه. وبهذا الخصوص، نعتبر شهادة الشاعر "پيرسي شيلي" عنها، وثيقة تاريخية هامة. فهو يقول بشأنها في إحدى رسائله:" إن خصوصية وجمال مزاج "ماري" قد تجليا لي، في نفس حركاتها ، ونبرات صوتها. وعواطفها المتدفقة في وحشية ورفعة، كانت تتجسد في هيأتها وإشاراتها. وبسمتها .. آه ! كم كانت موحية وحنونة". هي ذي "ماري" إذن، التي قاست معاناة مفجعة وهي لم تتجاوز الثالثة والعشرين من عمرها. لقد أنجبت أربعة أطفال مع الشاعر "شيلي"، فقدت منهم ثلاثة خلال ثمان سنوات، ولم يتبق لها سوى ابن وحيد، حملته اسم أبيه نفسه، أي "پيرسي شيلي". ولقد كانت فاجعتها الكبرى، يوم فقدت زوجها الشاعر سنة 1822 الذي توفي غرقا في البحر المحيط بمدينة "سبينزيا" الإيطالية، وهو يناهز من العمر ثلاثين سنة. إذ سجلت يومها في مذكرتها قائلة:" إنني أشبه ما أكون بخربة حيث وحدها البوم والوطاويط، تعشش فيها". في مكان آخر من مذكراتها، أضافت قائلة:" ليس ثمة من كلمات قد تصف أو تعبر عما يكتنفني ... هنالك لحظات من الحياة، حتى الكاتب نفسه، يتعلم فيها كيف يصمت".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.