كان الصبي جالسا على الرصيف.. والشمس معلقة على مرمى حجر من رأسه الأشعث، تمطر حمما.. مرتديا أسمالا،عظام وجهه المتجهم بارزة..شاردا يلهو بمسمار يخط به على الأرض، ربنا وحده الذي يعلم فيما كان يفكر... توقفت سيارة فارهة أسود لونها..ترجلت منها سيدة ممتلئة ، نصف عارية، تبدو كنجمة هوليودية تستعرض مفاتنها فوق البساط الأحمر،خطت نحوه خطوات متثاقلة، متوخية حذرا شديدا، كأنها تقترب من تمساح وليس من آدمي، مدت له قطعة خبز محشوة نقانق، لم يعرها اهتماما، وضعتها إلى جانبه وقفلت راجعة إلى السيارة.. هيه قال الصبي. التفتت نحوه. بعذوبة ورقة قال لها : سيدتي لست بحاجة إلى خبز..أنا في حاجة إلى عدالة اجتماعية فحسب..