بعد غروب شمسه المعهودة ،ظل وحيدا في الظلام المخيف و دروب المجهول تنتظره. سار مسافة قصيرة و حلكة الليل تقيد خطاه .و آلام فراق شمسه تجثم على صدره كصخرة ثقيلة مخيفة،و في كل يوم يتوغل في متاهات الظلمة بحثا عن نور...عن ضوء...عن شعلة...عن .....و هنا تذكر أن في جيبه وضعت شمعة،لا يدري متى وضعت ولا يعرف واضعها. أخذها بين يديه،حاول إشعالها فأبت...أعاد المحاولة ففشل...لم يفقد الأمل...إنه مفصول عن شمسه مغلول داخل زنزانة الألم المظلمة ،والشمعة تأبى الاشتعال،إنها تخشى الاحتراق... -اشتعلي لأرى بنورك الدروب المظلمة... -منفية عن وطني، مقذوفة إلى يدك،احفظني لا تعرضني للاحتراق. -محاصران نحن بين متاهات الزمن بلا نور،اشتعلي...أرجوك. -و الاحتراق... و الألم... -أنت أقوى. -بآلامه اشتعلت وبنورها الخفيف الشفاف أبصر الدروب ،انبثق فجره من دمعتها الخرساءالتي تسقطها بحذر على يده الباردة ...ويمضيان . -أنت تحاكين الشمس ،سامقة أنت وسط قلبي المجروح. -سأشتعل و صرخاتي مكتومة بين خواطري...فلا تدعني وحدي. ارتعشت يده فجأة وابتسم ،كانت أول ابتسامة منذ وجد في الظلام،عرفت الشمعة أن نهاره قريب و دربه قد وجد ،وبلورات شمسه العائدة وصلته من بعيد. وقف لحظة تأمل فيها الشمعة والجهات،وضعها برفق فوق صخرة وهمس لها برقة:"لا تنتمين إلى عالمي...أنت شمعة وفي اليمين شمس." انعرج إلى يمينه وتركها فوق الصخرة تحترق...وتحترق...وتحترق...