1 تتوالى علينا المساءات يتكاثف الضبابُ وأنا أريدُ أكثرَ من مجرد سماع صوتك أردُ عليك التحية من بعيد أضمُكَ مثل باقة ورد أحاولُ أن أرتبَ لك أزرار القميص وتَعِدُكَ يدي بأن نلتقي في وقتٍ قريب 2 في الشارع أسرقُ منك وقتَ الهدوء لننطلق عبر خطوطِ الغيوم التائهة والضبابِ المنعكس وعندما يداهمنا المطر تبدأ رقصة قلوبنا الراجفة تحت قمصان الخريف الصفراء حلمنا هش، لزج، رطب يزاول رغبة الانفلات الأبدي يكسر قيوداً أرهقت قلبينا الصغيرين وخيالك يسحبني بقوة نحو دروب جديدة لنرفض الواقع الساكن فينا 3 نلتقي في المطعم القريب تزداد الشموع سنيناً تربو على الأربعين أرى أشجارك تحتضن الريح وحلمي بين ذراعيك وأنت تنتظر أعواماً غادَرَتك قبلي دون سبب أمارس لديك حقوق الكلام قليلاً كلامي لا يكتفي بالرتابة وأبقى أفتش بين أوراقي عن مفردات تحرق بين شفتيك الكلام 4 اليوم مساؤنا طويل التجاعيد وملامِحُنا تُسرِفُ بالضيق حيناً وحيناً تعانقنا فسحةُ الأمل أضمُك إلى صدري تبتلعُ تنهداتي ألمَ الانتظار الطويل وصوتي يكون مريضاً بلحن الوتر تسافر أصابعي على مساحات الألم فوق جسدٍ لا أملكه إلاّ قليلاً يمضي الوقتُ مسرعاً بأمتعته مع أول جرعة من شفتيك وتركضُ النفسُ خلفَ غرائزها نرتدي من ظلالِ الخمرة قمصاناً تسترُ عريَ رغبتنا في الحياة نعرفُ مهمتنا بكفاءة تنسابُ قبلاتنا بهدوء مثل ملائكة السماء 5 تمارسُ هواية الصمت أو تهمسُ لي كلاماً قليلاً وأنا لا أريد هذا الهدوء سكونُك يُفقدني لهفة الشوق هذا الهدوء الطويل أقرب منا الى جليد الشتاء وأنا ما زلتُ أحترقُ بذاك الصخبِ المشتعل حين تضمني عيناك 6 أنتظرتك طويلاً هذا المساء منذُ انتظرتك وأنا أحملُ قلبي وأمشي أجمعُ كل باقات الورد التي سقطت مني أنت لا تشبه الآخرين عناقُك يسحبني مثل الريح أغلقُ عليكَ أهدابَ ستائري الملونة لئلا يزعجك صوتُ المطر وأجعلُ من الشمس حولَكَ ستاراً من دفء وأشعرُ أني في الطريق إلى ما فقدتُه منك 7 استقبلتكَ بشوقٍ هذا المساء ضحكتكَ الدافئة تمخرُ دمي ولا أعي إلى أي خرابٍ نفسي راحلة ولكني أعرفُ الآن أن وقتَ الغيم حان وأن حروفي أصبحت سلاسلَ ذهب تطوقُ معصميكَ فتحاول الهرب وأعرفُ أن هذا الحبَ جنون وأني أرقص على حافة شفتيك طرباً حين تسكران من كأس الرقة ثم أغيب