تواصل مجلة "سينماك" السينمائية المختصة صدورها بعددها الثالث عشر(13)، والذي يبدو فيه ذلك الخط التحريري الواضح والمتميز الذي أُعلن عنه عند الشروع في العودة للصدور الشهري المنتظم باللغتين العربية والفرنسية. ومن بين ملامح هذا الخط الواضح المعالم ذلك الإنسجام بين مواد الشقين العربي والفرنسي، إضافة للملفات التي تشتغل عليها هيئة تحرير المجلة. يبدأ الجانب العربي من هذا العدد من "سينماك" بافتتاحية بقلم مدير تحرير المجلة الناقد محمد بكريم عنوَنها ب"موسم الهجرة إلى...الخليج" وألقى فيها الضوء ،بعيون مفتوحة على اتساعها ، على مهرجانات الخليج السينمائية (دبي، أبو ظبي والدوحة)، وكيفية تسابقها وتنافسها على استقطاب الفعاليات السينمائية في المنطقة العربية بإغداقها أموالا طائلة وببذخ ظاهر على التنظيم وفي دعم التجارب السينمائية العربية الشابة، محذرا في الأخير، ومشيرا إلى ما وراء أكمة السخاء من مخاطر على المنتجين والمخرجين الشباب، ومؤكدا أن "لون المال يحدد لون اللقطة"، وضاربا المثال بما حدث مع السينما المصرية إثر انهيار القطاع العام بها ومجيئ البترو دولار الخليجي للسوق السينمائية المصرية معوضا هذا القطاع المنهار ومنذرا بكارثة أحاقت بهذه السينما وبذوق صناعها، مستشهدا بمقولة معبرة للمخرج المصري هاني لاشين في هذا السياق عن استحداث "لقطة خليجية" في السينما المصرية خاصة بأجساد النساء... ملف هذا العدد في الشقين العربي والفرنسي كان عن مهرجان مراكش الدولي للفيلم والذي ضم في الجانب العربي مواضيع : "مهرجان مراكش الدولي للفيلم، عشر سنوات بعد ميلاد الحلم" لسعيد المزواري، وفي نفس الملف وكمتابعة لفقرة "نبضة قلب" هناك قراءة للفيلم الطويل الأول للمخرج المغربي هشام العسري قام بها سعيد المزواري نفسه، ومقالة لمبارك حسني عن المخرج أحمد بولان وأعماله موسومة ب"أحمد بولان : شغب السينما"، ثم "بورطريهين" عن المكرم بالمهرجان محمد بسطاوي الأول بقلم حسن نرايس والثاني من إمضاء عامر الشرقي، إضافة إلى حوارين الأول مع المخرجة ليلى الكيلاني ترجمه جمال الخنوسي عن مجلة"دفاتر السينما" والثاني مع المنتجة لمياء الشايب. وضم الجانب الفرنسي من الملف تقديما وتعريفا بلجنة تحكيم المهرجان وملخصات ولمحات عن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، ومقالا عن السينما المكسيكية المكرمة بالمهرجان، وثلاث مقالات نقدية عن فيلم "النهاية" لهشام العسري لكل من النقاد محمد بكريم وفريد الزاهي و غيثة القصار، ثم مقالاعن أحمد بولان بقلم الباحث يوسف آيت همو، ومقال نقدي عن مسيرة وأفلام فوزي بن سعيدي لمحمد بكريم، وآخر عن نرجس النجار وأفلامها لصباح عبد الحق، إضافة إلى ثلاث حوارات مع كل من لمياء الشيب و محمد نظيف ونرجس النجار. وبنفس الشق الفرنسي من المجلة نجد في الركن القار "بلانيط سينما" مقالا لمحمد بكريم عن عباس كيورستامي.. ويستمر هشام العسري على طريقة المخرجين المؤلفين كتابة زاويته في "كرونيك". أما حوار العدد في هذا الشق فكان مع المخرج السينمائي البوركينابي إدريسا وادراوغو والذي حاوره كل من سعيد المزواري و أبوبكار ديبا سيسوكو. أما باقي مواد القسم العربي فكانت في "حصاد السينما" عبارة عن متابعات وأخبار سينمائية، إذ نجد مقالا للدكتور حميد تباتو عن "مهرجان إيموزار لسينما الشعوب:جدلية الجمالي والإديولوجي من السينما العالمية إلى التجارب المغاربية" ، وخبرا عن التسبيق على المداخيل برسم الدورة الثالثة لسنة2011 ، وآخرعن أنشطة "الجمعية المغربية للدراسات السينمائية" على هامش مهرجان مراكش السينمائي، وفقرة "سينماهم على وجوههم" لأيوب العباسي. وفي "فقرة حوار مع ناقد" نقرأ حوارا مع عبد الفاضل الغوالي أجراه معه حسن وهبي، ثم حوارا آخر مع الممثل إسماعيل أبو القناطر أجراه أحمد سيجلماسي. وفي فقرة "تلفزيون " نجد مقالا لمحمد بنعزيز عن "التيلينوفيلا : الوصفة العالمية والتجربة المغربية"، ثم "رسالة من الدوحة" وفيها تغطية شاملة لفعاليات مهرجان الدوحة السينمائي قام بها الصحافي والناقد السينمائي اللبناني هوفيك حبشيان، أما أمينة الصيباري فتكتب في هذا العدد في ركن "فنون بصرية" عن "ليلة المعارض (بياضات) الصديق الراشدي". وكحوار رئيسي لهذا العدد في الجانب العربي نقرأ حوارا سينمائيا مع المخرج هشام العسري -الذي احتفى هذا العدد بتجربته- أجراه كل من هوفيك حبشيان وسعيد المزواري. للتذكير فمجلة "سينماك" تديرنشرها صوفي حفيظة لطفي ويدير تحريرها محمد بكريم و يقوم بمهمة سكرتير التحرير بها سعيد المزواري.