بتنسيق مع جمعية الأعمال الاجتماعية لرجال التعليم بنيابة الحي الحسني بالدار البيضاء ، نظمت الرابطة العربية للإبداع يوم السبت 3 دجنبر 2011 بفضاء الهمذاني حفل توقيع المجموعة القصصية " النبتة التي حجبت وجه القمر " للقاص والباحث المغربي عبد الغفور خوى . اللقاء افتتحه رئيس الرابطة محمد منير بكلمة ترحيبية مشيرا أن الحفل هو الحفل الافتتاحي لأنشطة الرابطة لهذه السنة مذكرا أنه ستتلوها عدة أنشطة ثقافية موزعة على عدة مدن مغربية ، مساهمة من الرابطة العربية للإبداع مساهمة جادة في تفعيل المشهد الثقافي والإبداعي مذكرا أنه لن يتحقق هذا إلا بدعم المبدعين و المهتمين بالحقل الأدبي . وبعدها تتالت المداخلات والتي استهلها القاص والروائي المصطفى الغتيري بمداخلة عنونها بعنوان " ميزات الكاتب ، أو عندما يرتدي القاص جبة الشاعر " قارب فيها علاقة القصة القصيرة جدا بالقصيدة ، مشيرا أن كثير من الساردين " كتبوا بحبر الشعر" ، وقد تناول في ورقته حضور الصورة الشعرية في نصوص المجموعة المحتفى بها مبينا مافيها من إيحاء وانزياح وتكثيف وشعرنة الحوار. أما القاص والناقد محمد الحمزاوي فقد تناول في مداخلته " البعد الغرائبي في مجموعة ( النبتة التي حجبت وجه القمر) مظاهره ووظائفه " و في مداخلة الأستاذ عبد اللطيف الهدار الموسومة بعنوان " معالم السرد القصير جدا في النبتة التي حجبت وجه القمر " التي استهلها بالقول : " أن من نافلة القول أن القصة القصيرة جدا ( عمل إبداعي يعتمد دقة اللغة ، وحسن التعبير الموجز ، واختيار اللفظة الدالة التي تتسم بالدور الوظيفي ) .. وقد تناول عدة نصوص من المجموعة المحتفى بها بالتحليل والتدقيق اللغوي والجمالي عبر الحوار معها حوارا نقديا وجماليا.. موضحا " الحقيقة أن كل النصوص القصيرة جدا في مجموعة عبد الغفورخوى حافظت على الحجم المعقول للقصة القصيرة جدا من دون إخلال . فمن بين أربع وثلاثين قصة تضمنتها المجموعة ، نجد ثمانية نصوص فقط ناهز حجمها صفحة من الحجم الصغير ، بما يزيد قليلا أو ينقص . أما باقي النصوص، وعددها ستة وعشرون، فكلها قصص قصيرة جدا، جلها جاء في أقل من نصف صفحة. وتجدر الإشارة هنا، أن الكاتب لم يَسِم مجموعته ب ( قصص قصيرة جدا ) وإنما وسمها بأنها ( مجموعة قصصية ). أما الناقد الأستاذ محمد داني قدم قراءة في المجموعة ، انطلق فيها من تجربة عبد الغفور خوى في الكتابة السردية في إصداراته الثلاث ، ليعرج بشكل مستفيض على مجموعة ( النبتة التي حجبت وجه القمر) ويخصص لها عرضا تحليليا لامس فيه الخصائص الفنية المميزة لنصوص عبد الغفور خوى في مجموعته المحتفى بها بدءا من العنوان ، مرورا بالفضاء الهندسي والتنوع في التركيب واللغة الشعرية واستثمار النصوص الدينية والتاريخية .. واختتم المداخلات الأستاذ الناقد سعيد بوعيطة بمداخلة قدم فيها مقاربة رصينة تناولت آلية التناص في الكتابة الإبداعية وتنوع مصادره وكيفية اشتغاله وحضوره في مجموعة القاص عبد الغفور خوى " النبتة التي حجبت وجه القمر" منعرجا على الاشتغال اللغوي عند القاص وكيفية التكثيف اللغوي عنده و لعبة التأويل في نصوصه . وفي أخر اللقاء تقدم القاص والباحث عبد الغفور خوى بكلمة موشومة بالمحبة والصدق ، شكر فيها كل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء مشاركة وحضورا ، معبرا عن تشكره الخاص للرابطة العربية للإبداع وانفتاحها في برامجها على الأسماء الإبداعية التي في حاجة للالتفاف حولها .. وقبل نهاية كلمته قدم ورقة ، اعتبرها بعض الحضور بمثابة بيان شخصي عنونها ب : " أكتب لأحيا " أتجنب الإيضاح ،واقتصد في سفك المداد كلمة بمذاق الحكمة تنوب عن أسفار اكتب كي أكون حرا ، وكي أكون جديرا بي أحترم كل النقاد، ولكني لا أخافهم أكتب بكل أحاسيسي ، وأضع مهجتي على الورق فأبقى بلا قلب الكتابة امتداد للروح . ثم كان موعد الحضور مع حفل توقيع المجموعة في جو اخوي إبداعي ، مع توزيع الشواهد التقديرية على الاستاذة المؤطرين للقاء الاحتفالي بالنبتة التي حجبت وجه القمر وتقديم هدية اللقاء للشاعر والقاص عبد الغفور خوى وهي عبارة عن بوتريه قام برسمه القاص والفنان التشكيلي محمد فري .