بعد ليلة ما في زمني هذا. استيقظت من النوم أول شي ء فعلته كان النظر إلى وجهي العزيز في المرآة تعجبت كثيرا وأنا أنظر لوجهي وتساءلت: _ حقا هل أنا هو أنا ؟ في صوري تبدو البراءة واضحة وملامحي مقبولة وأخلاقي الله أعلم. لكن يقول الناس والناس أحيانا يجاملون وأحيانا أخرى ينافقون أنني إنسان ناذر من زمن رديئ أنا لا أزكي نفسي أعوذ بالله من الغرور والرياء ولكنها الحقيقة غير أن الحقيقة أنني تأذيت بسبب هذه الأخلاق واسمحولي أن اصفها بالأخلاق اللعينة !!؟؟. أنا لست نرجسيا مثل نرجس وبطبيعة الحال أنا إنسان لازال يؤمن بالحب كقيمة انسانية سامية قبل كل شيء أخر تستحق أن تعاش في حياة رديئة .في الصباح انهض وأصلي كأي مسلم يؤمن بفطرته بوجود خالق اسمه الله .الله يأمروني بعدم السرقة والأمانة والأمانة تشمل جميع العلائق الإنسانية من حب وعمل وعبادة وصدق..إلخ أمنت دائما أنه كما تدين تدان لكني لم أتعلم إلى جانب الفضيلة الرذيلة فأنا لم أسرق في حياتي لكنهم لا يتورعون عن سرقتي ولم أخن لكنهم يخونوني دائما ماذا أفعل؟ أليست أخلاقي لعينة !!؟؟. أعود للمرآة قلت وأنا أنظر لها أاااااه اشتقت لك يا وجهي العزيز .كيف حالك ؟ صرت معتوها اذن كيف لعاقل أن يكلم نفسه ؟ فعلا اصابتني الدهشة الشديدة وأنا أمسك احدى صوري في يدي .قبل أشهر قليلة كنت قد التقطت هذه الصورة .كان وجها حليقا وألبس قميصا صيفيا والإبتسامة لا تفارقني أما شعري فقد كان مميزا بتسريحته الجذابة التي تناسب العصر الذي أعيش فيه طبعا تسريحة تحفظ للشاب شخصيته ورجولته !!. قلت مرة أخرى تغيرت كثيرا يا عبدالعالي عفوا ينادونني في المنزل والحي بعليّ .أبي كان سيسميني عليّ .حين قال لضابط الحالة المدنية إن مولوده سيحمل من الأسماء الحسنى اسم علي قال له حسنا اسم جميل وحين استلم والدي دفتر العائلة أي الكناش كنت قد صرت عبدا .عبدا لله طبعا . شعري صار منفوشا وقد تدلى جزء منه على عيني وجزء اخر على أذني .صار رأسي أكبر من حجمه الطبيعي أهملت نفسي كثيرا وكاد التفكير يقتلني .لحيتي كبرت وأهملت حلقها .عيناي صارتا غائرتان مثل بئر عميقة في أسفلها سواد لا ينتهي .خدوذي وجبهتي انكمشت كعجوز هرم .أسناني الناصعة البياض صارت صفراء من شدة الإهمال .جسدي انكمش وهزل بشكل مخيف .تساءلت أنا لا اعاني من اي مرض عضوي .فلماذا صرت كهيكل بشري ينتمي للعصر الحجري هل أخلاقي اللعينة هي السبب ؟؟!!. قلت أيضا ماهو هذا الشيء الذي يستحق أن أقتل نفسي من أجله .هل الأمر يستحق فعلا ؟. مسحت بيدي على وجهي وقلت أنا اليوم إنسان أخر .أنا لم أخسر بالعكس أخلاقي خيرة وليست لعينة وأنا الرابح على أية حال ولقد عرفتك وعرفت حقيقتك وهذا هو الأهم .