سكارى محنطون بزيت العقم مطأطأة روؤسهم تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ... لا يرون شيئاً غير حانة قذرة تشبه عجوز خريف مريض يهللون لآلهة ترابية متهالكة تبيض بيضَ العدم المشوه لتَقطيع أوصال أغان عميقة... يقتل العشب الرضيع لاعتدائه على النفط تشنق نوارس الشعر بتهمة الكفر وتعتقل صيصان الأفكار منعاً لإنتشار أمراض الردة... توقف الزمن عائداً إلى الوراء ألف قرن عند مجموعة من قرود معتوهة تكره رائحة الورد وتخاف من الألوان صارت، في يوم ما بشرا... ترتدي الحرير تطرب لشهقة الموت وتتباهى بكرسي عرجاء... قدري... أن أغادر جبال الليل برفقة عصافير المطر وفراشات الشعر لأسرج.. وأمتطي خيول الحلم لأحطم أوثان الزمن المهترئة وأمزق أضرحة الحزن لأخرج من كروم الروح ألف حمامة ألف نبي و ألف قصيدة.. أواه.. يا وطناً يموت فينا يا لعناء الشاعر حين يصبح الشعر من حقل زنابق إلى حقل من الألغام والقصيدة من جرة ياسمين إلى قنبلة موقوتة تنفجر عند لمس أطرافها يا لعناء الروح حين تقتلع الشجرة من تربتها وتلقى في المجهول آه.... أماه أنا بلا تربة وماء بلا شمس وسماء... أغصاني متكسرة متفرقة... مرمية في التيه ولا أحد يسند حزني غير حزني على حاجز من ريح باردة... آه.... يا إلهة الشعر علميني كيف يصير الشعر إنجيلا وكيف تهز القصيدة عرش السلاطين لأستحضر من ذاتي الفتى السماوي لأفك خيوط الضباب الأبدية وأكتب فاتحة ثورة البنفسج والاقحون بأسم الفقر والجوع....