عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمان ، صدرت رواية (أحلام يوسف) للروائي والقاص إبراهيم عوض الله الفقيه، تقع الرواية في 190 صفحة من القطع المتوسط. تطالعنا الرواية منذ الجملة الأولى بلغة سردية متقنة، غير متعبة، مشبعة بالوصف العميق، وتبدأ الذاكرة بالاسترجاع، بلغة انسيابية جميلة، وعلى مسافات متباعدة من الطفولة إلى الكهولة. وتتميز كتابة إبراهيم عوض الله الفقيه بصفاء جملته ومتانتها، ويعتبر كاتباً بارعاً في السرد الروائي والتخيل الفني، حيث يقول أنه عايش التجربة في روايته، وشاهد الكثير من أمثاله. وقد بذل الجهد في اختيار الموضوع، واستقاه من التفاصيل اليومية التي عايشها، ومن التجربة الإنسانية الوجودية والحضارية، كما اعتنى في اختيار الشكل والأسلوب واللغة، من حيث البساطة والدقة والدلالة. شخصية يوسف في الرواية هي مرآة لشخصيات الرواية كافة، لكنها شخصية محورية، نامية، ظهرت من خلال تعدد وجهات نظره في الحياة، وقد عرض الكاتب بعض أحداث الرواية من خلال الشخصيات، وذلك عن طريق المشاهد الحوارية الخالصة، أي الأسلوب الحر المباشر. ذاكرة أحلام يوسف تحكي عن الجد والزوجة والابن والحفيد، وتتحدث عن الشتات والتقاليد والعادات، فالراوي يجري وراء الأحداث مؤثراً ومتأثراً، ومشاركاً في مجرى اندفاعها, حيث يتولى السارد بضمير الغائب استرجاع ماضي الشخصية الذي يبدو أنه على معرفة به مقدار معرفة الشخصية، ويسترجع أدق الأحداث والتفاصيل الصغيرة، وبما أثارته الأحداث من مشاعر وأحاسيس ومواقف. قدمت الرواية تجربة شريحة كبيرة من عالمنا العربي، وحفلت بنماذج بشرية مختلفة، تمثل فتات اجتماعية متنوعة، كما استطاعت أن تنفذ إلى بواطن وانفعالات النفس البشرية، فأصبح التحول الأسلوبي والشكلي والاجتماعي متداخلاً في الرواية بشكل واضح. والجدير بالذكر أن رواية أحلام يوسف هي الرواية التاسعة بعد رواياته جذور في طريق التحرير، الهذيان، وما زال للصبار روح، الصمت المعبر، الخريف واغتيال أحلام، الأرض الحافية، نوافذ الغضب، ظمأ السنابل. كما صدر له مجموعتان قصصيتان القربان و فرسان السراب. وفي التاريخ صدر له كتاب "صوبا" إحدى قرى فلسطين المدمرة عام 1948م في منطقة القدس، تاريخ وطن وحياة قرية.