شربت من الموت العقيم مدامة شديد العذاب والقساوة ساقيها مريء منالها مرير مذاقها قبيح جميلها لقبح أياديها تدار علي كل يوم وليلة فيملأ بالمنون صدري تعاطيها ويا ليت ساقيني يجنّب شربها فريحي هي الساقي فكيف أداريها؟ تريد من الموت االقبيح هروبه مليّا يعير الريح كل نواحيها تحب من العيش الزنيم استقالة فتحبو إليها والزعانف تثنيها فتلفى وقد بانت طلائع يمنها تخبىء في الأيام كل معانيها وتأبى عناق الهلوسات لعلها تعانق بالإصرار إحدى أمانيها فتمسح أخلاق الدروب بعزمة لعل حياة تحتفي بمناديها ودربي قتيل والدروب قليلة يذيقك فيها الموت سهلا أهاليها وتعزم أخرى واللهيم مسلط يدغدغها بالغي بغيا ليغويها أبيت كئيب الريح أو نِضْوَ رغبة جهول بها ريحي وجهلا تجاريها عليّ من الأحزان ملء مدينة وعندي من الأشجان ما لست أحصيها وترفض ريحي أن يطيش هبوبها مخافة أن أشقى كثيرا وأشقيها إذا غبت يوما عن زعانف سفحها وضيعت ظلي في حطام روابيها تنوح حبيبتي ويمطر نوحها سهاما من الأوشال تفري مآقيها كأني إذا جافيت مجرى فحيحها يئست من الدنيا وودعت ناديها كأني وقد أسرجت مهرا بغيرها أبحت لبنت الدهر ثغرا بواديها كأني أقاسي طعنة تلو طعنة وأطعن في الظهر الرياح فأرديها ولكن أبناء السماء يريحها من الموت إشراق السنا بفيافيها وكيف يعافى الحرّ آه وحوله سماء سواء ضوءها ودياجيها أبي حبيبتي رقيق شمالها لطيف جنوبها بفيض ثوى فيها ولكن موتا أعور القلب شاءها يكون مآلها شبيها بماضيها ألا قتلت موت تحاول قتلها وإن قتلت ريح خبا من يناجيها