الفنان الرافديني القديم ضمن وظيفة الأعداد لصياغات جديدة يحكمها الفكر والتي سرعان ما تخضع إلى نمط التقنية، ولكن الفنان الرافد يني بفعل الاستمرار والتجريب اخذ يتعامل مع الحالة الفنية بصياغة المفردة وفق تركيب وبنية شكلية وموضوعية تسهم بإعداد منجزه التشكيلي أيا كان نوعه، فخار نحت رسم وفنون العمارة. هنا استطاع ان يدرج المفردات ضمن معطيات جديدة تخضع بين الحين والآخر إلى نوع من الاختزال ويكون فنونه لتكون شاهدا على العصرالذي نحن فيه ويحدد بذلك هوية ومرجعية الفن الرافد يني القديم. وما نحن فيه أمر كان في غاية الأهمية هو تشكيلات المفردة الهندسية المتكونة ب (المثلث) العنصر البصري الذي هيمن على على الفكر كونه بدا يشكل ضرورة حتمية لوجوده في الفن الرافديني، ومن ثم تضايفه على المنجز حتى وإن كان بصورة مختزلة فانه يمثل حالة من الاختزال، فهو إحداث تخصيب فكري كون معطاة الشكل الواقعي ولكن وجوده أخذ يمتلك مقتربات كثيرة مع الحقول التكوينية المتقاطعة والتي أعدت الشكل الهندسي بصورة واقعية. الفنان الرافديني أخذ يعطي لهذا العنصر الهندسي (المثلث) أسسا بنائية تقع ضمن مفهوم مرئي بخيال واسع وتناص شكلي مشخص بجسد المرأة الأنثوي، وهذا لا يحصل بشكل عابر بقصد إحياء الشكل بصورته الواقعية وإنما هو اهتمام بعملية معقدة هي الإضافة الفنية على المنجز الفني، عملية التجريب كانت على فن الفخار بصوره ظاهرة للمتلقي لتكن فخاريات النساء الراقصات والتماثيل الفخارية الأنثوية هي ظاهرة من تلاءم وتوافق فكري، ومن ثم توافق وتوازن تقني وانسجام بالشكل ليعطي إخصابا واضحا لشكل (المثلث) على جسد المرآة الأمامي ليكون بمستوى حقيقة فكرية يلعب بها الخيال بثراء واضح وفق شكله الكامل، الأمر الآخر كان العنصر الهندسي في تكويناته الأولية ماهر إلا تقاطع من الخطوط تحدث الشكل في كثير من نتاجات الفخار، ولكن عندما وضع بدون تقاطعات وفر للفنان الرافديني نظرة ورؤية للحياة وبهذا استطاع إحداث لغة تتوافق وتتقارب مع مبدأ الإضافة ليجعل من هذا العنصر الهندسي لغة ترتكز عليها الفنون الأخرى هذه الأهمية ألغت العديد من الرواسب التي احتوتها مجموعة من المعاني والتي ترشحت من الوجود الجماعي الإنساني والذي كان الفنان الرافديني يعتمد بالدرجة الأساس على عملية التقاطعات في إظهار المفردة الهندسية، ولكن في التماثيل الأنثوية أظهر الشكل المثلثي بإضافة رافقتها الجرأة في كثير من أوضاعها، وبهذا كان مثلث التأنيث واحد من العلامات البارزة الذي تعامل معه الفنان الرافديني بنوع من القصدية ليتمكن من إضافة بروزات أخرى للجسم وفي مناطق ربما تكون أكثر حساسية، وكأنها تغطي الجسم كله ولكن وفق دائرة تنظيم عالية الأداء الفكري والتقني الذي لازم الفنان الفخار الرافديني في أن يحقق فصل في المساحات ويبقي السطح الأساس بإشكال المثلثات.