وجه المرصد المغربي للثقافة رسالة إلى مجموعة من الجمعيات الثقافية بالمغرب حول موقفه من وزارة الثقافة ومعرض الكتاب هذا نصها : منذ فبراير الماضي وخلال دورة معرض الكتاب والنشر بالدارالبيضاء خاض المثقفون المغاربة ، وضمنهم أهم الجمعيات الثقافية الوطنية بالمغرب ، احتجاجا على "ورقة التوت" التي عرَّت حقيقة العلاقة الملتبسة بين وزارة الثقافة والمثقفين ، وتأكد أن الجهات الوصية على تدبير هذا القطاع ليست لها : - أية رؤية واضحة لتحديث العمل الثقافي وجعله في قلب التحوّلات التي يشهدها مجتمعنا على أكثر من صعيد ترسيخا لقيم التعددية والديموقراطية. - افتقار الوزارة لمشروع ثقافي ببرامج تثقيفية تساهم في تنوير الرأي العامّ وتحفز الشباب على الخلق والابتكار في مجالات التشكيل والإبداع والمسرح،وبالتالي توسيع دائرة الانفتاح على الأصوات والتجارب الإبداعية والثقافية والفكرية الجديدة. - افتقادها لسياسة ثقافية تستوعب ما يميز مجتمعنا من تنوع ثقافي ولغوي يخصب مصادر المعرفة ويغني المنظومة التربوية على مستوى التعليم والتكوين. لقد أبانت تصرفات المشرفين على قطاع الثقافة – وهي جزء من تصرفات الحكومة المغربية مع الملف الثقافي بشكل عام – في أكثر من زمان ومكان أنها تُهين المثقفين و"تستغلهم" بشروط مُذلة لم يعد أحد يقبلها . منذ ذلك الحين، وفي إطار منظم ومتواصل، عقد المرصد المغربي للثقافة سلسة من اللقاءات كانت تلتقي مع عدد من الكتابات لعدد من المثقفين والتي أبرزت : - ما تتعرض له الثقافة المغربية من تهميش على حساب تصوّر وابتكار مشروع ثقافي تنويري ينتصر لفكر الحداثة والعقلنة والديموقراطية. - ما يتعرض له المثقف المغربي من تحقير وتبخيس لإنتاجه الأدبي والفكري والعلمي. - إفساد الحياة الثقافية وتوالي الإخفاقات التي تصاحب المشاريع الثقافية والتي أضحت مسخرة في الصحافة الوطنية والعربية. ومنذ الدورة السابقة لم يزدد الأمر إلا سوءا وتراجعا ولم يشهد واقعنا الثقافي أية مبادرة أو حوار من أجل إصلاح يهم : - نشر الكتاب وتيسير توزيعه داخل المغرب وخارجه. - تفعيل اتفاقيات الشراكة والتعاون بين وزارة الثقافة والقطاعات ذات الاهتمام المشترك. - دعم الجمعيات الثقافية والكتاب والناشرين وإعادة النظر في فكرة معرض الكتاب ، وكذا إعادة تحديد مسؤولية مكتب معارض الدارالبيضاء. - التفكير في قانون جديد لجائزة المغرب للكتاب. بل ازدادت الصورة قتامة وبؤسا ، وخير دليل على ذلك الإرتجالية والإرتباك في الإعلان وتدبير جائزة المغرب للكتاب هذه السنة والتلفيق في تشكيل اللجن بعد رفض عدد كبير من المثقفين لتحمل مسؤولية العضوية .واللجوء إلى أساليب الإغراء و"المزاوكة " ؛ ونفس الشيء في التهيء للندوات بمزاجية تفتقد للحوار الثقافي والمشورة المثمرة. لهذه الأسباب ومن أجلها : نناشدكم بفك الإرتباط مع وزارة الثقافة ،أو أية جهة حكومية، حتى لا تتحول جمعياتنا التي نتنفس فيها بحرية إلى شجرة تُخفي تعنت المسؤولين وإصرارهم على نعت المثقفين بالمخربين وصفات عوض الانصات إلى تطلعات المثقفين ورغبتهم في أن يكون للثقافة المغربية والآداب والفنون موقعا رفيعا في النسيج الاجتماعي ككلّ.