شربت من الدنيا رياحا تعيسة فسرت إلى الموت الجميل أصاحبهْ وأصبح شربه لدي محبّبا لطيفا وراقتني كثيرا متاعبهْ وأفقدني حب المنايا أحبتي ويا خيبة الإنسان شطّت حبائبهْ! وبات فؤادي بالحتوف متيما يلاعب كل نكبة وتلاعبهْ تسير به البلوى إلى حيث تشتهي تعذبه طورا وطورا تداعبهْ أذاقته من كل الخطوب مليحة جموحا، فتاهت في الخطايا مراتبهْ وجادت بكل الموبقات تكرّما فأكرم بشرّ بايعتك كتائبهْ! أطاع مناديها فطال عقابه فيا عجبا يطيعها فتعاقبهْ! وعاتبني قلبي عتابا مضيّعا وكل المنى ألا يضِيع معاتَبُهْ أضاع حياة في حياة قتيلة فضاعت بها أسنانه وشواربهْ فلا هو في الدنيا يعيش ممتّعا ولا هو في الأخرى تقلّ معايبهْ رمته الليالي بالسهاد وخوفَه رياح زمان قد تسوء عواقبهْ فبات كئيبا لا يطيق حياته ويدعو دعاء الخوف من سيحاسبهْ فيا رب عفوا إن عفوك واسع ويا ريح لا تظلم فظلمك غالبهْ