هناك من يكتب ولا يقرأ. وهناك من يقرأ ولا يكتب. وهناك من يكتبون له ولا يقرأ ولا يكتب. وهناك من يقرؤون له ولا يكتب ولا يقرأ. وهناك من لم يسعفه الزمن للقيام بهذه المهمة فيتجرد من القيم وينتحل صفة الناسخ والمنسوخ وما بينهما. هناك العديد من المفكرين العرب وغير العرب الذين أبدعوا في الكتابة شعرا وقصة ورواية ومقالة لكنهم للأسف الشديد لعاهة باللسان أو لعسر في النطق أو لشدة الخجل والحياء فهم لا يرغبون في قراءة ما كتبوه وأبدعوا فيه. لكن المشكلة ليست فيمن يكتب ولا يقرأ، أعني من يبدع وهو أهل لذلك، وله ما يؤهله لذلك علما ومعرفة،لكن المشكلة فيمن يكتب له ولا يكتب ولا يقرأ "ويتمعلم" ويضع نفسه في أعلى منزلة من منازل الكتاب والمبدعين، من كتاب وشعراء وروائيين ومسرحيين، ولان حبل الكذب قصير كما يقول العامة من الناس فلا حرج أن تجد العديد من المتسللين وقد وجدوا شيئا من الفراغ أو شيئا من انعدام التأشيرة وجواز المرور إلى أية ضفة إبداعية من غير تحديد شكلها ونوعها ،"وكثيرا من قلة الحياء" فتجدهم يتنطعون في أي اتجاه لوفرة الحبر الجاف، جفاف ما يقدمونه من تراهات لا كبر نفع من ورائها وفراغ بعض الأوراق البيضاء غير الناصعة التي تحولهم إلى أسماء ثلجية قابلة للذوبان وطريقها إلى هناك... فجميل أن نحاول أن نكتب لكن الأجمل أن نكتب لنصبح قيمة مضافة في هذا الكم الهائل من "الكتبة " و"الكتاب " و"المكتوب لهم "و" المكتوب إليهم"و"المكتوب عنهم" لأنه ليس كل من قرأ الكتاب فهيم ،ولكي تصبح شيئا في عالم الكتابة اختر الطريق الوعر فمسالكه صعبة وتجاوزها أصعب وعندها اختبر الجسد والنفس هل أنت كذلك قادر على ركوب الصعب والتحدي بدل البحث عن الأسهل وهو شيمة المتهالكين الذين يبحثون عن لا شيء وهم إلى الزوال أقرب.