عن سن يناهز ال93 وبعد معاناة مع المرض توفي منذ ساعات الكاتب المغربي الكبير إدمون عمران المالح. ولد إدمون عمران المالح سنة 1917 بمدينة آسفي المغربية، من أسرة تنتمي لعائلة يهودية مشهورة من أصول أمازيغية تنحدر من قبيلة آيت عمران جنوب الأطلس . فضل الهجرة إلى فرنسا بسبب مواقفه المعارضة للنظام في عهد الملك الراحل الحسن الثاني وذلك سنة 1965 لكي يشتغل هناك كمدرس لمادة الفلسفة، و يعمل كصحافي. وعاد بعد تحسن الأوضاع في مجال حقوق الإنسان بالمغرب ليستقربه نهائيا.، ومن بين أعماله : المجرى الثابت سنة1980،"أيلان أو ليل الحكي" سنة 1983 ،"ألف عام بيوم واحد" سنة1986، "عودة أبو الحكي" سنة 1990 "أبو النور" سنة1995 ، "حقيبة سيدي معاشو" سنة 1998 و"المقهى الأزرق: زريريق سنة1998. ترجمت أغلب أعماله من اللغة الفرنسية إلى العربية يتنقل الكاتب إدمون المالح بين كل أطياف التعبيرات الأدبية مشخصا فضاءات وتيمات ظلت مغيبة، كفضاء العشيرة اليهودية بالصويرة وآسفي، من خلال تصويره لطقوسها وعاداتها وماضيها بالمغرب، إلى جانب تقديمه لمناخ النضالات التي خاضها المغرب من أجل استقلاله. ورغم كون كتاباته كلها باللغة الفرنسية، فإن العربية العامية الدارجة المغربية، التي يتكلمها عموم المغاربة يهود ومسلمين، حاضرة فيها. فنصوصه تنضح بالعامية وحوارات شخوصه لا يمكن أن تكون إلا بها، ولهذا فمن لا يتقن الدارجة المغربية سيجد نفسه غريبا عن عالم كتاباته، التي ألف أغلبها في فترة مقامه الاختياري بفرنسا منذ 1965 إلى عام 2000، حث ظلت الدارجة حاضرة لديه وحاملة لكل الدلالات.