في إطار الدورة17 لمهرجان المسرح الأردني التي تنظم إلى غاية 11نونبر الحالي، قدمت فرقة الأصدقاء المغربية يوم الأربعاء3-11-2010عرضين لمسرحيتها "كفر ناعوم. ونجح هذا العمل المستلهم من ديوان الشاعر ياسين عدنان "رصيف القيامة"، و من إخراج وأداء الممثلة لطيفة أحرار، في استقطاب جمهور غفير لليوم الثاني على التوالي، والذي توافد بكثرة على قاعة المسرح الدائري بالمركز الثقافي الملكي، خصوصا عقب الأصداء التي خلفها العرض الأول وسط عشاق المسرح. وقد صرحت الفنانة المصرية سميحة أيوب، مشاهدتها للعرض أن "الممثلة تمتلك أدوات الفنان الكبير". أما المؤلف والناقد والمخرج المسرحي المغربي، الدكتورعبد الكريم برشيد، الذي يشارك أيضا في المهرجان ، فقد أكد أن المسرحية نجحت في تمثيل المغرب أحسن تمثيل في المهرجان، باعتبارها مسرحية شاملة وذات مضمون إنساني عميق. وأوضح أن هذا العمل يتميز بتكامل عناصره، تأليفا إخراجا وتمثيلا، كما أنه يثير العديد من القضايا، حيث يطرح موضوعة الموت والقيامة بشكل أساسي، بالإضافة إلى تناوله مواضيع أخرى ذات أبعاد سياسية واجتماعية بشكل جاد. وأضاف أن المسرحية لا تعتمد على أسلوب واحد في التعبير، بقدر ما تمزج بين أساليب عدة، في مقدمتها لغة الجسد، التي تهيمن عليه بامتياز، والكلمة بعدة لغات (العربية، الأمازيغية، الفرنسية...) والغناء الذي جاء بتلوينات وتطريزات في الصوت رافقها تنوع في الأداء والحركة، بالإضافة إلى التعبير بالأزياء. وبخصوص هيمنة التعبير بالجسد ومساحات الصمت التي تتخلل هذا العمل، قال برشيد إنه إذا كان المسرح العربي يعرف عموما بأنه مسرح يكثر من الكلام، فإن "كفر ناعوم" تعبر بكل الأدوات الكائنة والممكنة، حيث يصبح الصمت في حد ذاته لغة، تغني في كثير من الأحيان عن الكلام. للإشارة فإن مدينة الزرقاء ستشهد يوم غد السبت عرضا ثالثا لمسرحية "كفر ناعوم".